النشل والسرقة.. ظواهر دخيلة تلاقي انتشاراً كارثياً في الرقة
خاص-عين الفرات
أدى التدهور الاقتصادي الذي تشهده عموم المحافظات السورية لظهور آفات اجتماعية لم تكن منتشرة في المجتمع السوري بالشكل الهستيري الحالي في فترة ما قبل حرب بشار الأسد وحلفائه على الشعب السوري.
وأبرز تلك الظواهر وأخطرها هو ظاهرة السرقة أو النشل والتي تعرف في مناطق شمال غرب سوريا وبعض المحافظات الوسطى باسم "النشترة".
وغزت هذه الظاهرة منذ فترة أحياء مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة "قسد" لأسباب عديدة أبرزها تدني الوضع المعيشي والفقر المدقع الذي تعانيه المحافظة على غرار المحافظات السورية الأخرى.
فمدينة الرقة مزدحمة وبشكل خاص بعد أن نزح إليها الناس من كافة المحافظات السورية، وعلى الرغم من تواجد عدد من المنظمات الدولية العاملة بالمجال الإنساني إلا أن الوضع المعيشي لا يزال في تدهور مستمر.
وسجلت المحافظة في الفترة الماضية وتحديداً منذ دخول العام الحالي العديد من حالات السرقة، بحسب ما تداولته بعض صفحات التواصل الاجتماعي، التي أكدت أنًّ هناك تزايد ملحوظ في تسجيل حالات السرقة.
اقرأ أيضاً: ارتفاع ملحوظ بحالات السرقة في أحياء الرقة والأهالي يطالبون بالعقوبات الرادعة
وقال خالد الإبراهيم، وهو شاب كان ضحية هذه الظاهرة: "تعرضت الشهر الماضي لسرقة هاتفي الخاص أثناء وقوفي على أحد بسطات الألبسة المستعملة (البالة)، لم أكن أتخيل أن يسرق الهاتف من جيبي".
وأضاف خالد أنَّ " المكان مزدحم جداً، الجميع كانوا يقفون عند صاحب البسطة، وأنا كالعادة أضع هاتفي في جيب البنطال الخلفي، وبينما أنا أقلّب الملابس المستعملة، وإذ بي أتلمس جيبي ولم أجد الهاتف".
واعتبر حسين، وهو شاب من دير الزور تعرضت زوجنه لسرقة محفظتها، أنَّ هذه الظاهرة تعد من الظواهر الدخيلة على المجتمع السوري، وعادات السرقة والتشليح لم تكن مألوفة حتى في السنوات الأولى من الحرب على الشعب السوري.
اقرأ أيضا: الرقة.. انتشار كبير لظواهر السرقة والتشليح في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد
وعن تفاصيل الحادثة، أوضح حسين قائلاً: "كانت زوجتي بصحبة ابني البالغ من العمر 9 أعوام تتجول في شارع تل أبيض وسط المدينة، وهو أكبر شارع ويعتبر السوق الرئيسي فيها، اصطحبت ابني لكي تكسيه ملابس مستعملة، وعندما وقفت على كشك ألبسة وإذا بشخص ملثم ينتشل منها المحفظة ويهرب".
وأكمل حسين: "صرخت زوجتي الحقوا به، لكنه اختفى بين الجموع، وكما هو معلوم هذا الشارع مكتظ بالمتسوقين والباعة وأصحاب الأكشاك والسيارات".
ويرى العديد من أهالي المدينة أن أحد أسباب انتشار هذه الظاهرة هو كثرة الإدمان على تناول المخدرات من قبل المراهقين الشباب، حيث تشهد هذه الظاهرة هي الأخرى انتشاراً غير معهود داخل مجتمع المحافظات الشرقية.
وتشهد مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية "قسد" في الفترة الحالية انتشاراً لمتعاطي المخدرات والحبوب المخدرة والحشيش، بحسب ما تحدثت شهادات الأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات "الفيس بوك".
حيث أقدم رجل من متعاطي الكحول والمخدرات، قبل أيام على قتل زوجته خنقاً بأحد أحياء الرقة، كما قام شاب عشريني من متعاطي هذه المواد على قتل أمه وأبيه وزوجته وطعن أخيه البالغ من العمر 11 عاماً بأحد الأحياء الغربية للمدينة قبل أكثر من شهر.
والجدير بالذكر أنَّ مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية تشهد الكثير من حالات السرقة والخطف، وانتشاراً لتجارة المواد الممنوعة وتعاطيها، رغم تواجد قوات الأمن الداخلي (الأسايش) التي تسجل أغلب الحوادث ضد مجهول.