شبكة عين الفرات | تزامناً مع ذكرى "الثورة الإسلامية الإيرانية" المزعومة.. البلاد تشهد تحولاً قد يمحي هويتها الطائفية (فيديو)

عاجل

تزامناً مع ذكرى "الثورة الإسلامية الإيرانية" المزعومة.. البلاد تشهد تحولاً قد يمحي هويتها الطائفية (فيديو)

تأتي احتفالات ذكرى ما يسمى بـ "الثورة الإسلامية الإيرانية" هذا العام مرافقةً لبدء العديد من المواطنين الإيرانيين بتغيير ديانتهم من المذهب الشيعي والتحول نحو المذهب السني أو الطائفة الصوفية وحتى الديانة المسيحية والزردشتية، بعد شعورهم بخيبة الأمل من النظام الحاكم باسم الدين وأتباعه من "ملالي" الشيعة.

ويمارس المسيحيون القدامي بجانب المنضمين الجدد للديانة طقوسهم داخل المنازل على امتداد البلاد وغالباً بشكل سري يطلق فيه اسم (جامشيد) على السيد المسيح، وتتلى فيه الترانيم والأناشيد بصوت خافت خشية اكتشاف الأمر والتعرض للعقاب.

 

وعلى الرغم من أنَّ التبشير بالمسيحية محظور في إيران، إلا أنَّ مئات الآلاف من الإيرانيين يرتادون مئات الكنائس السرية وسط أنباء عن انتشار الديانة في البلاد بشكل سريع للغاية.

كما سعى النظام الإيراني بالعام 2019 لحظر حفلات الزفاف على الطريقة الزرادشتية التي تحظى بشعبية واسعة داخل البلاد نظراً لقيام أتباع الديانة بالصلاة حول النار كنوع من الطقوس الدينية.

ولكن مخاوف رجال الدين الشيعة هي بالمجمل من أتباع الطائفة الصوفية التي يرونها أكبر تهديد يواجه البلاد، خاصةً بعد تظاهرات الصوفية بالعام 2018، والتي لقي فيها 5 من عناصر الأمن الإيراني مصرعهم واعتقل أكثر من 300 من أتباع الطائفة، وجرى بعدها فرض الإقامة الجبرية على أبرز زعماء الطائفة، نور علي تابنده، لتستمر الطائفة بجذب المزيد من المنشقين الشيعة إلى الطقوس السرية الخاصة بها، وفق تصريحات قادتها.

ولا يعد المذهب السني بعيداً عن هذه التطورات، حيث تنمو أعداد أتباع المذهب بشكل كبير في البلاد نتيجة ارتفاع نسب المواليد والتحاق أعداد من الإيرانيين بالمذهب الذي يمثل ما نسبته 10 % من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 82 مليوناً.

وعلى الرغم من قضاء النظام الإيراني على دور العبادة الخاصة بالسنة في العاصمة طهران، إلا أنَّ صلاة الجمعة تقام بشكل دوري داخل فلل يتخذها المسلمون كمساجد لهم.

إلى جانب اعتناق عدة ملايين من الإيرانيين للمذاهب اليرسانية والبهائية لتعاليمها الجذابة التي تتضمن الموسيقى والرقص والاختلاط بين الجنسين.
وشيئاً فشيئاً، تتسع الهوَّة الدينية بين زعماء المذهب الشيعي في البلاد والشعب نتيجة فرض القيود وغسل الأدمغة عبر استغلال العقيدة، وهو ما يدفع بأعداد متزايدة من المواطنين للارتداد عن المذهب وتجربة البدائل.

حيث قال رجل الدين الشيعي المنفي خارج البلاد، ياسر ميردامادي: " نشهد تغيرًا وتحولًا في الولاء للمذهب الشيعي. ويتحول الإيرانيون إلى ديانات أخرى لأنهم لم يعودوا يطمئنون إلى عقيدة البلاد الرسمية أو يشعرون بالرضا والارتياح نحوها".

وعلى الرغم من أن الملالي يعترفون بالأديان السماوية والأديان الأخرى، ويخصص للمسيحيين واليهود والزرادشتية 5 مقاعد في البرلمان من أصل 290 مقعداً، إلى جانب منح هؤلاء الحق بدور العبادة والمدارس الخاصة شريطة أن يكون مدراءها من الشيعة،  إلا أنَّ الملالي يفضلون إبعاد الديانات والمذاهب الأخرى عن السدة الحكم خشية التشويش على هويته العقائدية، وهو ما نتج عنه عدم تولي أي شخص من خارج الطائفة لأي حقيبة وزارية منذ ما يعرف باسم "الثورة الإسلامية الإيرانية" بالعام 1979، كون ملالي الشيعة يتهمون غيرهم من الأقليات بالكفر والجاسوسية.

كما أشارت تقارير إلى أنَّ رجال الدين الشيعة المتحكمين بالبلاد يرون أن أفضل الوسائل لحماية الطابع الديني للدولة هو اضطهاد بقية الأديان، وهو ما قد يحول البلاد مع مرور الزمن إلى دولة تحتضن أقلية شيعية، وهو ما أكدته دراسة أجرتها مجموعة جامان البحثية الهولندية على 50 ألف إيراني جلهم لا يزالون بالبلاد، وكانت نتيجتها بأنَّ نصف الخاضعين للأجوبة غيروا دينهم وخرجوا عن المذهب الشيعي.

المصدر: إيكونوميست البريطانية + وكالات

أخبار متعلقة