تحويل مقرات الميليشيات الإيرانية في دير الزور إلى حسينيات قبل سقوط نظام الأسد
كشفت مصادر خاصة لشبكة عين الفرات عن قيام المليشيات الإيرانية في محافظة دير الزور، ولا سيما في مدينة البوكمال، بتحويل عدد من مقراتها العسكرية إلى حسينيات تُقام فيها اللطميات وتُعطى فيها دروس خاصة بالمذهب الإيراني في خطوة تعكس توجه إيران نحو تغيير الهوية الدينية للمنطقة قبل سقوط نظام بشار الأسد وتحرير سوريا من الاحتلال الإيراني وميليشياته.
عدسة عين الفرات، دخلت بعض هذه المقرات وعثرت في مقر الحاج عسكر، قائد الحرس الثوري الإيراني في البوكمال، على كتب دينية وأدوات طائفية كانت تفرض على داخلي المقر من أهالي المنطقة، من بينها أحجار صغيرة مستديرة يستخدمها الإيرانيون في ممارساتهم الدينية. وتظهر هذه المستلزمات في مقرات متعددة، مما يدل على أن هذه المقرات لم تعد مجرد أماكن لوجود الميليشيات، بل تحولت إلى مراكز دينية تهدف إلى نشر الفكر الإيراني بين الأهالي.
أن هذا المقر قد تم تحويله إلى حسينية بعد أن غادر الحاج عسكر إلى العراق قبل أكثر من شهرين من سقوط النظام، خوفًا من الاستهداف، وبدأ يدير الحرس الثوري في المنطقة من خارج المدينة.
وكانت عدسة عين الفرات قد دخلت سابقًا إلى بعض المقرات التابعة للميليشيات الإيرانية في دير الزور، ووثّقت وجود صور وكتب دينية في تأكيد على أن هذا التوجّه لم يكن حديث العهد، بل هو خطة إيرانية طويلة الأمد تهدف إلى خلق بيئة موالية لطهران دينيًا وأيديولوجيًا.
كل هذه التحركات التي سبقت سقوط نظام الأسد وخروج الميليشيات الإيرانية من سوريا، تؤكد أن إيران لم تكن تكتفي فقط بالوجود العسكري، بل كانت تسعى لجعل دير الزور مركزًا مشابهًا للضاحية الجنوبية في لبنان، في محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي وعقائدي يخدم مصالحها الإقليمية.