شبكة عين الفرات

في أقل من عشرة أيام انهار جيش الأسد ومعه عشرات المليشيات المحلية والأجنبية المدعومة من "الحرس الثوري" الإيراني أمام ضربات إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية في محافظات حلب وحماة وحمص ودمشق ودرعا وأخيرًا في محافظة دير الزور القريبة من الحدود العراقية. 

انسحاب المليشيات المدعومة من إيران من مليشيات "فاطميون" الأفغانية و"زينبيون" الباكستانية، وكتائب "حزب الله" و"النجباء" و"عصائب أهل الحق" من مدن البوكمال والميادين وديرالزور إلى الأراضي العراقية يدل على تخلي إيران عن محافظة ديرالزور الاستراتيجية التي كانت طريق الإمداد العسكري الوحيد القادم من إيران إلى سوريا ومليشيات "حزب الله" في لبنان عبر العراق. 

المليشيات الإيرانية خلّفت وراءها عشرات المقرات والقواعد العسكرية ومعسكرات التدريب ومستودعات الأسلحة والذخيرة، التي دأبت على إنشائها أكثر من 10 سنوات، لكنها سقطت جميعًا بيد الفصائل العسكرية خلال 10 أيام. 

العناصر المحليون في "الحرس الثوري" الإيراني تركوا يواجهون مصيرهم بعد سيطرة الفصائل العسكرية على محافظة ديرالزور، في حين بذلت طهران أقصى ما تستطيع من جهود لسحب قادتها من الجنسية الإيرانية والعراقية والأفغانية وباقي عناصر المليشيات من الجنسية غير السورية، ما يدل على تخلي طهران عن العناصر المحليين بعد أن استخدمتهم كـ بيادق لها في منطقة الشرق السوري ينفذون أجندتها من تجنيد الشباب وتغيير المعتقدات الدينية وترويج المخدرات. 

هناك توجه من قبل إدارة العمليات العسكرية لاحتواء العناصر المحليين المنضوين سابقاً في المليشيات الإيرانية عبر تسوية أوضاعهم ومنحهم ورقة أمنية تخولهم التجول في عموم محافظة ديرالزور، حيث بدأت عملية التسوية في مدينة الميادين وانتشرت إعلانات في شوارع المدينة تطلب من العناصر المحليين مراجعة المكاتب الأمنية التابعة لقيادة العمليات العسكرية للحصول على هذه الورقة. 

العناصر الذين تخلت عنهم المليشيات الإيرانية في ديرالزور يمكن أن يشكلوا خطرًا في منطقة الشرق السوري، لامتلاكهم السلاح أو قد يتم استخدامهم من قبل إيران أو المليشيات العراقية لإنشاء خلايا نائمة في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق لإفشال أي حالة استقرار في سوريا الجديدة، بعد هروب رأس النظام بشار الأسد إلى روسيا وسقوط المشروع الإيراني.