الفِتن العشائرية بمناطق "قسد".. كيف يحاول نظام الأسد إثارتها ؟
تشهد مناطق سيطرة "قسد" بريف ديرالزور، بشكل مستمر، اشتباكات عشائرية عنيفة، غالبًا ما تُخلف قتلى وجرحى بين الأطراف المتنازعة.
أسباب الاشتباكات العشائرية
تتعدد الأسباب التي تقف وراء اندلاع الاشتباكات العشائرية في مناطق شمال شرق سوريا، فقد تحدث نتيجة خلافات على الموارد مثل المياه والأراضي الزراعية، أو نتيجة ثارات قديمة.
من يقف وراء الاشتباكات؟
تبرز أطراف عديدة مستفيدة من تغذية تلك الاشتباكات واستمرارها، لإضعاف العشائر من جهة، والسيطرة على مواردهم من جهة أخرى.
وتعتبر قوات النظام والمليشيات الإيرانية من أكبر المستفيدين من الفتن العشائرية، والتي تساعد نظام خامنئي في استكمال مشروعه "الطائفي"، ليصل إلى تلك المناطق.
وتحاول المليشيات من أجل ذلك دعم عشائر معينة على حساب أخرى، لتكون أداة بيدها لتحقيق أهدافها التوسعية.
مساهمة نظام الأسد بتغذية الفتنة
لعب نظام الأسد دورًا رئيسيًّا في زيادة النعرات العشائرية والاقتتال فيما بينهم خاصة في مناطق" قسد"، وذلك عبر إنشاء مليشيات محلية تنفذ عمليات اغتيالات بمناطق "قسد" لإبقاء المنطقة بحالة توتر دائم.
وأوكل نظام الأسد إلى المدعو "هشام الطعان" مهمة تشكيل مليشيا من هذا النوع، ومنحتها المليشيات الإيرانية بطاقات أمنية لتسهيل مرور عناصرها بين ضفتي الفرات، دون تعرض حواجز النظام لهم أو توقيفهم.
وأوكلت المليشيات الإيرانية للمدعو "هاشم السطام" الإشراف على خلايا تابعة لـ "الحرس الثوري"، مهمتها تنفيذ عمليات تخريبية ونشر الفوضى بمناطق "قسد".
واستغل المدعو "السطام" نفوذه، في تجنيد الخلايا وزرع الفتن والاقتتالات بين عشائر المنطقة.
الوعي العشائري
من مزايا عشائر ديرالزور رضوخها إلى كلمة الوجهاء والنزول عند أحكامهم، فمهما كان الاقتتال داميًا وكان الخلاف محتدمًا، يكفي تدخل عدد من وجهاء العشائر لإيقافه ومن ثم عقد صلح ينهي الخلاف من أساسه.
وكان آخرها قبل أيام في قرية حوايج بومصعة، بعدما تمكن وجهاء عشيرتين متنازعتين من إيقاف الاقتتال بعد عدة ساعات وإنهائه، رغم تسببه بمقتل شخص وإصابة 5 آخرين.