شيّدته فرنسا ودمّره الأسد ... ماذا تعرف عن الجسر المعلق بديرالزور؟
صباح يوم 2 أيار مايو عام 2013 استيقظ أهالي مدينة ديرالزور على صوت انفجارات هزت المنطقة، حيث قامت قوات النظام بقصف الجسر المعلق ما أدى إلى تدميره انتقامًا على مشاركة أهالي المدينة بالثورة.
ويعتبر الجسر المعلق من أهم معالم ديرالزور الأثرية ويعود بناؤه لقرابة 100 عام خلت، واستخدم الأسلوب الغربي في بنائه.
تاريخ بنائه
بدأ بناء الجسر المعلق عام 1925 زمن الانتداب الفرنسي تحت إشراف المهندس الفرنسي "مسيو فيفو".
واستمر بناء الجسر 6 سنوات توفي خلالها عدد من أبناء المدينة، وسقط عدد من العمال داخل الكتل الخرسانية خلال سكب الإسمنت وبقيت جثثهم هناك وفق رواية بعض كبار السن من أهالي المدينة.
وأنهت الشركة الفرنسية بناءه في شهر آذار/ مارس عام 1931، ويعتبر الجسر المعلق الثاني في العالم بعد جسر يقع في جنوب فرنسا.
مميزاته
يمتاز جس ديرالزور المعلق بركائزه الحجرية الأربعة والتي تربطها ببعضها قضبان فولاذية معدنية قاسية ربطت بعضها بشكل محكم وأعطت الجسر منظرًا مميزًا.
ويبلغ ارتفاع كل ركيزة 36 مترًا، وطول الجسر حوالي 450 مترًا وعرضه نحو 4 أمتار.
وكلف إنشاء الجسر مليون وثلث المليون ليرة في ذلك الوقت، وتمت إنارته عام 1947 وصُبغ باللون الأصفر عام 1955.
وفي عام 1980 مُنع مرور السيارات والدراجات النارية عليه وسُمح فقط للمارة بالمرور عليه مشيًا على الأقدام.
مكانته لدى أهالي ديرالزور
يكتسب جسر ديرالزور المعلق مكانة كبيرة لدى أهالي المدينة؛ إذ ذُكر في قصائد الشعراء، ولا يخلو منزل في ديرالزور من صور أفراد العائلة وهم يقفزون من الجسر للسباحة في نهر الفرات.
وكان من عادة أهل ديرالزور أن يأخذوا العروس يوم زفافها للسير فوق الجسر أو بالقرب منه قبل ذهابها إلى زوجها.
تدمير الجسر
في صباح يوم الثاني من أيار مايو 2013 استهدفت مدفعية النظام الدعامة الثالثة للجسر المعلق بشكل مباشر.
وتسبب القصف بتدمير الأسلاك الحاملة لبدن الجسر مما أدى لانهياره بشكل كامل، فيما بقيت الدعامات الحاملة شاهدة على ما حدث.
ووصل خبر تدمير الجسر المعلق كالصاعقة على أهالي المدينة لما يمثله من رمزية كبيرة وذكريات لا يمكن نسيانها بمجرد تدمير الجسر.
وحاولت قوات النظام عبر تدمير الجسر قطع الطريق الواصل بين مناطق الشامية جنوبًا والجزيرة شمالًا.
واعتُبر تدمير الجسر المعلق بالنسبة لغالبية أهالي المدينة خسارة لقطعة مهمة من ذكرياتهم.
وقال عدد من الشاهدين على تدمير الجسر إن الواقعة كان من الممكن أن تكون أكثر شدة فيما لو حدثت قبل اندلاع الحراك الشعبي، إلا أن القسوة التي مر بها الأهالي وقتها خفف من شدة الصدمة.