مليشيات إيران تُحصّن مواقعها في دير الزور… ما القصة؟
شحنات أسلحة إيرانية جديدة تصل إلى مقر القوى البشرية بمدينة دير الزور، بالتزامن مع تنفيذ "الحرس الثوري" الإيراني أعمال حفريات حول مقراته التي تعرضت لضربات جوية في وقت سابق بأطراف المدينة.. فما القصة؟
عدسة "عين الفرات" رصدت بداية شهر آذار/ مارس 2024 وصول شاحنة محملة بعتاد عسكري إلى مقر القوى البشرية التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني الكائن بحي العمال عند شارع بورسعيد في الأطراف الشرقية لمدينة ديرالزور.
الفيديو الذي التقطته عدسة "عين الفرات" يوضح قيام عناصر من المليشيات الإيرانية بتفريغ الشاحنة من صناديق محتوياتها غير واضحة المعالم، وذلك لعدم لفت أنظار الأهالي المقيمين بجانب المقر الذي يقع وسط منازل المدنيين، في خطة لاستخدامهم كدروع بشرية في حال تم استهداف المقر.
كثير من أصحاب المنازل المحيطة بمقر القوى البشرية عرضوا منازلهم للبيع، أو أجروها لأناس فقراء مضطرين للسكن بمبالغَ أقل من أجرة المنازل في باقي الأحياء، بسبب تخوفهم من ضربات جوية قد تستهدف المقر خلال الأيام القادمة.
مصادر خاصة من داخل المليشيات الإيرانية كشفت لـ"عين الفرات" أن الشاحنة كانت تضم ذخيرة متنوعة لأسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة، وصناديقَ خشبية تحتوي قذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى، وأجهزة اتصالات ومواد لوجستية.
وعلى بعد أقل من كيلومترٍ من موقع مقر القوى البشرية عند شارع بورسعيد، بدأت المليشيات الإيرانية تأمين محيط المطبخ الإيراني الذي تعرض لضربات جوية بداية شهر شباط/ فبراير الفائت، وهو عبارة عن مخزن لتوزيع الكتب المدرسية يتبع لمديرية التربية بديرالزور، استولت عليه المليشيات منذ عام 2018 وحولته إلى مستودع أسلحة إلى جانب مقرٍ لإعداد الطعام لقادة وعناصر المليشيات المحلية والأجنبية المرتبطة بإيران.
عدسة "عين الفرات" رصدت آلية حفر استخدمتها الميليشيات الإيرانية لرفع الساتر الترابي بمحيط المطبخ الإيراني، كما رصدت تنفيذ أعمال حفريات لخنادق وأنفاقٍ خلف الساتر الترابي، بالتزامن مع تركيب برج إشارة واتصالات فوق مقر المطبخ الإيراني، وذلك بعد استهداف برج الإشارة الموجود على جبل هرابش بالقرب من مطار ديرالزور.
تحركات "الحرس الثوري" الإيراني في محافظة ديرالزور رغم تعرض مقراته ومستودعاته لقصف جوي متكرر، يدل على مدى تمسك تلك المليشيات بمنطقة الشرق السوري، كونها بوابتها البرية الوحيدة لإيصال شحنات الأسلحة إلى مليشياتها في سوريا ولبنان..