روسيا تفرض لغتها على مناهج النظام... وبوادر فشل إيراني بديرالزور
تمكنت روسيا من التغلغل داخل القطاع التعليمي في مناطق النظام، على حساب إيران، رغم أن الأخيرة سبقتها بسنوات في محاولة فرض اللغة الفارسية في البلاد.
وحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، فإنه ومرور 9 سنوات على بدء الخطة الروسية في بسط نفوذها على التعليم، يمكن القول إن موسكو قطعت شوطًا كبيرًا، حيث باتت اللغة الروسية تُدرَّس في 217 مدرسة، موزعة على 12 محافظة، وتجاوز عدد الطلاب 35 ألفًا، وعدد المدرسين 200 مدرس.
غزو إيران للتعليم الحكومي
حاولت إيران السير على النهج الروسي، عبر فرض لغتها الفارسية في مناهج النظام، وأبرمت لتحقيق ذلك عدة اتفاقيات.
إلا أن إيران لم تنجح بعد سنوات، إلا بفرض لغتها على المدارس الحكومية التي رممتها فقط، لتوجه أنظارها نحو التعليم الجامعي.
وافتتحت إيران خلال السنوات الماضية، مراكز لتعليم اللغة الفارسية في جامعات دمشق والبعث والكلية العسكرية، لتضاف إلى الحوزة الخمينية المنتشرة في مناطق النظام.
وافتتحت طهران كذلك فروعًا لجامعاتها، ومنها جامعة "تربية مدرس"، وجامعة "أزاد إسلامي" وغيرها.
استغلال الفقراء
عملت إيران على افتتاح العديد من المدارس والمراكز الثقافية ورياض الأطفال التي تُعنى بتعليم اللغة الفارسية ونشر "المذهب الطائفي"، في محافظة ديرالزور على وجه الخصوص.
واستغلت طهران حالة الفقر وتدني الرواتب ونقص الكوادر التدريسية وتدهور المنظومة التعليمية في المحافظة، للتسلل إلى قطاع التعليم.
وشهدت المراكز الثقافية الإيرانية في المنطقة "انتعاشًا" مثيرًا للقلق، وسط تركيز إيران اهتمامها بالأطفال والنساء عبر مغريات كثيرة.
استقطاب فئات معينة
استغلت إيران حالة الفقر الشديد بمناطق النظام في ديرالزور، لتستقطب الأطفال والشبان، عبر تقديم رواتب شهرية وسلل إغاثية ورحلات ترفيهية.
وأقامت كذلك دورات تعليمية وغيرها من الدورات المجانية، تحت عنوان "تمكين الشباب"، أرادت من خلالها استقطاب الشبان في صفوف مليشياتها.
وأنشأت إيران 3 مدارس تضمّ أكثر من 500 طفل، واحدة في البوكمال واثنان الميادين، مخصصة للأطفال بين 9 إلى 15 عامًا.
كما أقامت طهران مراكز لتدريس اللغة الفارسية في أرياف ديرالزور والرقة بمناطق النظام، منها مركز "النور الساطع" بالميادين، ومركز "الأخوة" في البوكمال.
واستقدمت إيران مدرسين عرب وإيرانيين "شيعة" يتقنون اللغة العربية، بينهم معممون للتدريس في المدارس المذكورة.
ورغم انتشار مراكز تعليم اللغة الفارسية والمراكز الثقافية الإيرانية في المنطقة الشرقية، إلا أن مصادر قللت من فرص نجاحها هناك.
وأرجعت المصادر السبب إلى أن أهالي المنطقة الشرقية غالبيتهم من "العرب السنة" ولديهم عداوة تاريخية لـ "الثقافة الفارسية"، ولا يمكن أن يشكل هؤلاء بيئة حاضنة آمنة لإيران.
وأضافت المصادر أن الأمر يزداد صعوبة على إيران مع دخول روسيا على خط المنافسة، إذ أدخلت موسكو مؤخرًا 3 أطنان من المساعدات للمعلمين في ديرالزور، تضمنت قرطاسية وكتبًا لتعليم اللغة الروسية، إلى جانب مواد تموينية.
الروسية متفوقة في مناطق الساحل
كشفت الصحيفة أن كفة نشر اللغة في مناطق الساحل السوري تميل لصالح روسيا، والتي تشهد إقبالًا نسبيًا في المدارس والمراكز التعليمية التابعة لها.
وأضافت الصحيفة أن الكفة تميل كذلك في مدينة حلب لصالح روسيا، كون المدينة صناعية ويجد الطلاب في تعلم اللغة الروسية عاملًا مساعدًا للسفر إلى روسيا للحصول على فرصة للدراسة أو العمل بالاستثمارات الصناعية الروسية في سوريا.
وباءت تجربة إيران بالمدارس الشرعية التي افتتحتها بمناطق الساحل السوري بالفشل، ما اضطرها لإغلاقها عام 2017.
ويتراجع الإقبال على تعلم اللغتين في ريف دمشق والسويداء جنوبي البلاد، مع اعتبار السكان للقوتين احتلالًا، مع عدائهم الأكبر لإيران ومليشياتها، لما عانوه من جرائمها طوال السنوات الماضية.