الميادين|| عناصر المليشيات مستاؤون من سوء الخدمات وقادتهم مختبئون
انشغالُ المليشيات الإيرانية بـ صراعاتها العسكرية وسياسةُ القصف والاختباء التي تنتهجها في مناطق سيطرتها بمحافظة دير الزور، ترتبت عليه نتائجُ أدت لاستياء عناصر المليشيات المحليين والأجانب من سوء الخدمات المقدمة لهم في أغلب المجالات.
أولُ نتائج هذه الصراعات إهمال المليشيات الإيرانية الجانب الصحي والطبي للعناصر وعائلاتهم، وذلك بالتزامن مع قسوة الظروف الجوية وانتشار الفيروسات المعدية ولاسيما الإنفلونزا، والتي تفاقمت لدى بعض العناصر وذويهم وأدت لإصابتهم بمرضِ ذاتِ الرئة، نتيجة البرد.
مصادر شبكة "عين الفرات" كشفت عن إسعافِ المليشيات الإيرانية عددًا من عناصرها المحليين والأجانب إلى المشفى الإيراني في مدينة الميادين والمعروفة بـ مشفى الشفاء لإصابتهم بمرض ذات الرئة، وآخرين بحالاتِ تسممٍ منتصف شهر يناير / كانون الثاني 2024.
العناصر وصلوا إلى المشفى بحالة صعبة بعضهم مصابٌ بحالاتِ إقياءٍ وإسهال شديدين نتيجة البرد الشديد الذي يتعرضون له بمنطقة بادية الميادين الجنوبية من جهة، والبعضُ الآخر جراء تلوثِ مياه الشرب المقدمة إليهم من جهة أخرى.
حالة الاستياء بدت على العناصر وذويهم نتيجة عدم تلقيهم العلاج اللازم بسبب نقص الأدوية ونقص الكادر الطبي جراء ترك عدد من الممرضين والموظفين العمل في المشفى منذ عدة شهور، لقلة الرواتب التي تمنحها الميليشيات الإيرانية للكادر مقارنة برواتب العناصر؛ إذ لا يتجاوز راتب الممرض 300 ألف ليرة مقابل أكثر من 600 ألف ليرة لعناصر المليشيات، بالإضافة إلى إبلاغ الميليشيات الإيرانية بعض الممرضين بنيتها إرسال عدد منهم إلى النقاط الطبية الموجودة في البادية.
مشفى الشفاء الإيراني تعتبر الوحيدة التي تعالج عناصرَ المليشيات الإيرانية في مدينة الميادين مجانًا، وتحاطُ بمقرات لـ"الحرس الثوري" الإيراني أبرزُها المكتب الأمني الخاص بالمليشيات الإيرانية، ومنزلُ المدعو "هشام الطعان" أحد أبرز قادة مليشيات السيدة زينب المحلية. حيث رصدت عدسة "عين الفرات" مشفى الشفاء الإيراني والتي هي عبارةٌ عن منزل تعود ملكيته لـ الدكتور "معاوية الجيجان" عند تقاطع شارع الأربعين استولت عليه المليشيات وحولته إلى مشفىً خاص بها.
القطاع الخدمي هو ثاني أكثر القطاعات تأثرًا بانشغال المليشيات الإيرانية وقوات النظام في صراعاتها، ولاسيما شبكة مياه الشرب والكهرباء والهاتف، وقلة أو انقطاع وصول وقود التدفئة إلى بعض المقرات في بادية الميادين الجنوبية، حيث تعتمد في إعادة تأهيل هذه المشاريع على منظمات أممية ودولية.
أما الجانب الثالث فهو تأخرُ دفعِ مرتبات عناصر المليشيات المحلية المدعومة من "الحرس الثوري" الإيراني بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى حالة استياءِ وتذمرِ العناصرِ على هذا الوضع الذي يأتي بالتزامن مع أزمة اقتصادية يعانيها قاطنو مناطق سيطرة قوات النظام في الشرق السوري.
جميع هذه الجوانب تشكل ضغطًا نفسيِّا على العناصر المحليين المنضوين ضمن المليشيات الإيرانية، بالإضافة إلى حالة الهلع والخوف من نشر العناصر ضمن قطاعات البادية التي تتعرض لهجمات متكررة لتنظيم داعش، أو مقراتٍ ومعسكراتٍ يتم استهدافها من قبل الطيران الحربي