هكذا حوّل "الحرس الثوري" "حديقة كراميش" منطلقاً لعملياته الطائفية بديرالزور
من هذا المكان تصدر أهم القرارات في الشرق السوري، من عمليات قصف واعتقالات واغتيالات، وتغيير للمعتقدات الدينية، وتغيير ديمغرافية حوض الفرات الأوسط، واستقطاب شباب محافظة دير الزور إلى صفوف المليشيات المحلية المدعومة من" الحرس الثوري" الإيراني.
هنا "حديقة كراميش" أو بحسب ما أطلقت عليها المليشيات الإيرانية بـ "حديقة الأصدقاء"، تقع في منطقة حويجة صكر في الجهة الشرقية لمدينة دير الزور، وأُطلق عليها تسمية حويجة كونها تشبه الجزيرة في وسط نهر الفرات.
منذ سيطرة المليشيات الإيرانية على مدينة دير الزور نهاية عام 2017، أنشأت عدة مقرات ضمن أحياء المدينة جميعها كانت مكشوفة أمام أنظار السكان المحليين، كونها تقع ضمن أحياء مأهولة، ما يرجح فرضية مراقبتها واستهدافها في أي وقت، لذا وجدت المليشيات الإيرانية في حويجة صكر المكان الأنسب لإنشاء غرفة عمليات الشرق السوري، عبر إعادة تأهيل "حديقة كراميش" من خلال منظمة "جهاد البناء" الإيرانية.
المليشيات الإيرانية اتخذت من حويجة صكر و"حديقة كراميش" مركزا عسكرياً، ومقراً رئيسياً للاجتماعات وإقامة الفعاليات الدينية والثقافية الخاصة بِ “الحرس الثوري” الإيراني، حيث تضم منطقة حويجة صكر مستودعات أسلحة وذخيرة، إلى جانب أماكن مبيت لـ العناصر والقادة البالغ عددهم نحو 25 عنصراً يتناوبون على مهام الحراسة، فيما تضم “حديقة كراميش” مطعما وصالة للقيام بفعاليات ثقافية وترفيهية.
تعتبر “حديقة كراميش” بوابة حويجة صكر التي تحتوي فيلات مستولى عليها من قبل “الحرس الثوري” الإيراني، حيث حولت قسماً منها إلى أماكن إقامة للقياديين من الصف الأول، وقسماً آخر لاستقبال الضيوف والقادة المهمين، وقسماً تم تحويله إلى مستودعات أسلحة، وسجناً سرياً خاص بالمليشيات الإيرانية.
يشرف على منطقة حويجة صكر و”حديقة كراميش”، المدعو “الحاج أميري” الإيراني مسؤول الدعم والإمداد في “الحرس الثوري” بدير الزور، والذي يتمتع بصلاحيات واسعة أكبر من صلاحيات محافظ دير الزور “فاضل النجار”، و”رائد الغضبان” أمين فرع الحزب بالمدينة، في السماح للمدنيين بالوصول إلى منطقة حويجة صكر، أو إغلاقها أمام الراغبين بالتنزه.
مصادر خاصة كشفت لشبكة “عين الفرات” وجود حركة غير اعتيادية لِ “الحرس الثوري” الإيراني ومليشيا “حزب الله” اللبناني ضمن منطقة حويجة صكر و”حديقة كراميش” منذ بداية عام 2024، تمثلت بوصول وفود عسكرية غير سورية إلى المنطقة، وعقد عدة اجتماعات، وسط حراسة مشددة من قبل عناصر المليشيات الإيرانية.
كذلك رصدت المصادر تردد المدعو “الحاج موسوي الموسوي” القائد الجديد لِ “الحرس الثوري” الإيراني بدير الزور، والمدعو “الحاج كميل” الإيراني أبرز قياديي “الحرس الثوري” الإيراني بالمنطقة الشرقية إلى منطقة حويجة صكر و”حديقة كراميش”، وسط ترجيحات بوضع المليشيات الإيرانية خططا جديدة للتصعيد في منطقة شرق الفرات عبر تنفيذ ضربات صاروخية وبـ الطائرات المسيرة، رداً على مقتل الجنرال في فيلق القدس الإيراني “رضا الموسوي” بالعاصمة دمشق، واستهداف قياديين من المليشيات اللبنانية والعراقية جنوبي لبنان وفي محيط بغداد، ورداً على استهداف شحنات الأسلحة القادمة من الأراضي العراقية إلى سوريا