الشرق السوري على صفيح ساخن
خلال الأيام الأخيرة من عام 2023 استهدفت ضربات جوية شحنات أسلحة إيرانية قادمة من الأراضي العراقية إلى الأراضي السورية، ومستودعات صواريخ متطورة في منطقة البوكمال، بالتزامن مع تحركات غير اعتيادية للمليشيات الإيرانية والعراقية في منطقة الميادين بريف دير الزور الشرقي.
مصادر خاصة كشفت لشبكة "عين الفرات" بـ نشر "الحرس الثوري" الإيراني أكثر من 50 منصة إطلاق صواريخ قصيرة المدى بمناطق مختلفة من محافظة دير الزور، خصوصاً ضمن منطقة الميادين في محيط قلعة الرحبة وآثار الشبلي، وضمن معسكر الحيدرية والهلال جنوبي مدينة الميادين، وضمن بادية القورية وبقرص، وعلى ضفاف نهر الفرات المقابلة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، وضمن الأراضي الزراعية في قرى حطلة وخشام ومراط.
كما نشرت المليشيات الإيرانية منصات صواريخ رباعية وسداسية متحركة مثبتة على سيارات رباعية الدفع وأخرى على شاحنات مغطاة بشوادر ضمن عدة مواقع في مدينة الميادين لمنع استهدافها من قبل الطيران الحربي والمسير.
عدسة "عين الفرات" تمكنت بالرغم من التشديد الأمني والعسكري من رصد إحدى منصات الصواريخ التابعة لـ المليشيات الإيرانية بالقرب من قلعة الرحبة جنوبي مدينة الميادين، موجهة إلى مناطق شرق الفرات، حيث قامت المليشيات بـ تغطية المنصة بـ شادر لمنع اكتشافها جواً.
نشر منصات الصواريخ في منطقة الميادين تزامن مع وصول شحنات أسلحة نوعية من العراق إلى مدينة البوكمال عبر معبري السكك والقائم عبر شاحنات مخصصة لنقل البضائع والمواد الغذائية لتجنب استهدافها من قبل الطيران الحربي والمسير، من بين شحنات الأسلحة صواريخ أرض-أرض إيرانية المنشأ وطائرات مسيرة انتحارية، حيث أشرف على عملية إدخال الشحنات المدعو "الحاج عباس" الإيراني مسؤول "الحرس الثوري" الإيراني بمدينة البوكمال، والذي أصدر تعليمات بـ نقلها مباشرة إلى منطقة الميادين بحماية من سيارات عسكرية تابعة لمكتب الأمن الإيراني.
شحنات الأسلحة القادمة من الأراضي العراقية وصلت برفقة عناصر وخبراء من مليشيا "حزب الله" العراقي وفصائل عراقية أخرى أوكلت إليها مهمة اختيار الأماكن المناسبة لنشر منصات الصواريخ وتوجيهها من قبل المدعو "الحاج ميسر" الإيراني مسؤول منطقة الميادين، إلى جانب الإشراف الكامل على عمليات حراسة مستودعات الصواريخ.
مصادر "عين الفرات" تمكنت كذلك من كشف أهم وأبرز القادة العسكريين المسؤولين عن عمليات نقل الصواريخ من الأراضي العراقية إلى مدينتي البوكمال والميادين السورية وهم:
-"أبو راما العراقي" قيادي في "كتائب الإمام علي" المنضوية ضمن مليشيا "الحشد الشعبي" العراقي، وهو مسؤول عن إدخال شحنات الأسلحة من معبر السكك غير القانوني.
-"أبو علي الجنوبي" قيادي في مليشيا "الحشد الشعبي" العراقي، وهو مسؤول عن عمليات نقل الأسلحة من البوكمال باتجاه الداخل السوري.
- شخص يلقب بـ" الحجي" قيادي في ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقي وهو مسؤول في مكتب الأمن الإيراني في مدينة البوكمال ويشرف على عمليات حماية شحنات الأسلحة.
نشر منصات الصواريخ في منطقة الميادين تزامن أيضاً مع إخلاء المليشيات الأجنبية مقراتها ضمن المدينة ونقل قياديي الصف الأول والثاني إلى مدينتي البوكمال ودير الزور، وأبرز تلك المليشيات مجموعات لواء "فاطميون" الأفغانية حيث رصدت مصادرنا إخلاء مقراتها ضمن المدينة وإبقاء بعض عناصر الحراسة من الجنسية السورية… فما غاية مليشيات إيران من هذه التحركات المريبة؟