شبكة عين الفرات | "هيومن رايتس ووتش" تتهم الجيش اللبناني باعتقال وترحيل آلاف السوريين

عاجل

"هيومن رايتس ووتش" تتهم الجيش اللبناني باعتقال وترحيل آلاف السوريين

أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الجيش اللبناني اعتقل تعسفياً ورحّل آلاف السوريين، بينهم أطفال غير مصحوبين بذويهم إلى سوريا بين نيسان وأيار 2023، مشيرة نقلاً عن سوريين  مرحّلين أن الجيش اللبناني تجاهل وضع السوريين ومخاوفهم من تعرضهم للاضطهاد في حالة إعادتهم.

وفي تقرير لها، قالت المنظمة إن الترحيل حدث بإجراءات موجزة، وتصاعد منذ 1 يناير/كانون الثاني، حيث استهدف عموماً السوريين الذين ليس لديهم وضع قانوني في جميع أنحاء لبنان، مطالبة الحكومات المانحة التي تدعم الجيش اللبناني حثّ السلطات اللبنانية على وقف عمليات الترحيل هذه، وضمان أن الأموال التي تقدمها لا تسهم في انتهاكات الحقوق أو تديمها.

وقال رمزي قيس، باحث لبنان في هيومن رايتس ووتش: "يستضيف لبنان أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة لعدد السكان وسط أزمة اقتصادية شديدة، لكن هذا ليس عذرا للإمساك بالسوريين ورميهم خلف الحدود ليقعوا في قبضة حكومتهم المتعسفة".

وأكد "قيس" أن السوريين  في لبنان يعيشون "خوفاً دائماً من إمكانية اعتقالهم وإعادتهم إلى ظروف مروعة، حتى لو كان لديهم وضع اللجوء".

ورغم عدم وجود إحصاءات عامة رسمية عن أعداد الاعتقالات أو الترحيلات، قال مصدر إنساني للمنظمة، إنه منذ نيسان 2023، نُفّذت أكثر من 100 مداهمة، وتم توثيق 2,200 اعتقال، و1,800 حالة ترحيل للاجئين السوريين، كما قال عاملون في المجال الإنساني إن موجة الترحيل في 2023 هي الأشد خطورة.

وأكد التقرير أنه "في جميع حالات الترحيل الموثّقة، لم يمنح الجيش اللبناني المرحّلين فرصة الاعتراض على ترحيلهم" مشيراً إلى أنه عندما قال المرحّلون للجيش إنهم مسجلون كلاجئين لدى "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، ويخشون إعادتهم إلى سوريا، تم تجاهل مناشداتهم.

وشدد التقرير على أن ترحيل السوريين بإجراءات موجزة من قبل الجيش اللبناني ينتهك بوضوح القانون اللبناني، الذي يتطلب إجراء عمليات الترحيل من خلال سلطة قضائية أو في حالات استثنائية بقرار من المدير العام للأمن العام بناء على تقييم الظروف الفردية.

كما أن عمليات الترحيل هذه تنتهك التزامات لبنان بصفته طرف في "اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب" وبموجب المبدأ في القانون الدولي العرفي القاضي بعدم الإعادة القسرية – عدم إعادة الأشخاص قسرا إلى بلدان يواجهون فيها خطراً واضحاً يتمثل في التعرض للتعذيب أو غيره من الاضطهاد. 

وكانت العديد من المنظمات الحقوقية والدولية وثقت إقدام السلطات اللبنانية على ترحيل آلاف السوريين بشكل تعسفي خلال الأشهر الماضية دون مبالاة لمصير القتل أو الاعتقال الذي قد يواجهونه على يد نظام الأسد. 

 

أخبار متعلقة