مرتزقة فاغنر الروسية.. وانقلب السحر على الساحر
خاص - عين الفرات
دربتهم روسيا وزودتهم بأحدث أنواع السلاح، ثم جندتهم وأرسلتهم لدعم أعتى أنظمة الحكم فسادًا وإجرامًا، وساندت بهم مليشيات محلية عاثت في بلدانها قتلًا وتدميرًا، ثم انقلب المرتزقة على من جندهم، وبدأت نارهم تلسع من أشعلها.
ذاع صيت مرتزقة فاغنر الروسية في بلدان كسوريا وليبيا والسودان وغيرها، بلدان حلمت شعوبها بحياة أفضل تكون السلطة فيها لحكومات وطنية ترسخ قيم العدالة وغلبة القانون.
بوتين وأحلامه بأمجاد قيصر، كانت سببًا في قمع تطلعات السوريين والليبيين والسودانيين، وكانت داعيًا ومبررًا لإرسال قواته ومرتزقته ومنها فاغنر نفسها عبر البحار والأجواء لقتلهم.
اليوم يصارع بوتين شبحًا صنعه بيده، والآن يواجه بوتين أرواح ضحاياه على مشارف موسكو، وفي هذه الساعة يتجرع بوتين سُمًّا أراد به ذات يوم بناء مجد على حساب تدمير دول وتهجير شعوب.
اليوم يواجه بوتين تمرد فاغنر، التي دعا قائدها إلى ما قال عنه انتفاضة ضد قيادة الجيش الروسي بعدما اتّهمها بقتل عدد كبير من عناصره في قصفٍ استهدف مواقع خلفيّة لهم في أوكرانيا، وهو اتّهام نفته موسكو مُطالبةً مقاتلي يفغيني بريغوجين باعتقاله بتهمة "الدعوة إلى تمرّد مسلّح".
بوتين الذي شعر بقوة الضربة ظهر عبر التلفزيون يلملم كلماته أن ما يحدث خيانة داخلية وطعنة في الظهر، وأن الذين نظموا التمرد المسلح ورفعوا السلاح ضد من دعاهم رفاق القتال خانوا روسيا.
قائد فاغنر الذي كان صديق بوتين بالأمس وأصبح اليوم خائن روسيا بنظر بوتين نفسه أمر قواته بالتحرك من أوكرانيا إلى داخل روسيا بعد تفاقم صراعاته مع قيادة الجيش الروسي.
أحداث تطرح إشارات استفهام كبيرة حول طبيعة الجيش الروسي ومدى هشاشته وانقسامه، وصولًا - إن تفاقم الوضع- إلى انقسام في بنية المجتمع الروسي بل وحتى الأراضي الروسية، وعلى يد من؟ على يد الخلطة السحرية ذاتها التي أراد بها بوتين تقسيم دول وتهجير شعوب لم تبادره العداء من قبل.