وفد طبي دولي يزور شمال غرب سوريا بهدف دعم المرضى والقطاع الصحي
بدأ وفد يضم أطباء من عدة جنسيات عمله الميداني في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، بالتّنسيق مع منظمة "ميد غلوبال" ومديرية "صحة إدلب"، التي تعمل على تنسيق زيارات الوفود الطبيّة إلى المنطقة التي يعاني القطاع الصحي فيها من عدة أزمات، أبرزها قلة التمويل ونقص الكوادر.
وسيُجري الوفد الطبي تدريبات في تخصصات مهمة للأطباء والكوادر الصحية في المنطقة، كما سيطّلع خلال عمله الميداني على واقع القطاع الصحي المنهك.
ونقل موقع "العربي الجديد" عن مدير صحة إدلب زهير القراط قوله، "هذه الوفود مكسب مهم لشمال غرب سوريا، وهي بدورها تُعيد الإضاءة على المنطقة المنسية بسبب الحرب منذ 12 سنة، وإعادة الاهتمام بالمنطقة ونقل الواقع الطبي الحقيقي والإنساني للوكالات الأممية، وحتى للدول الأوربية والدول الغربية".
وأضاف القراط: "زارتنا عدة وفود من جنسيات مختلفة، أوربية وأميركيّة وعربيّة، وأيضاً من ماليزيا وباكستان وفلسطين والأردن، والوفد الذي وصل أمس من جنسيات متعددة، وسيقيم قرابة أسبوع، ويجري تدريبات طبية تشمل الممرضين والفنيين، وحتى الأطباء المقيمين، بالإضافة للقيام بعمليات جراحية تخصصية نوعية في ما يخص جراحة الحروب والجراحة التنظيرية والترميمية، إضافة للتدريبات ضمن الصحة النفسية، وتفعيل عيادات متنقلة في مناطق دير حسان والدانا ومخيمات منطقة كللي للاطلاع على الواقع الطبي الحقيقي ونقله للغرب".
وتابع القراط: "أطلعنا الوفد على أهم احتياجات قطاع الصحة والتحديات التي نواجهها، ووعدونا بزيارات أخرى ووفود أخرى من اختصاصات متعددة، وركزنا على تخصصات جراحة القلب ومرضى السرطان".
وأجرى الوفد تدريباً في مشفى الرحمة بمدينة دركوش في ريف إدلب الشمالي غربي، وصفه أحمد غندور، أخصائي الجراحة العامة ومدير المشفى، لـ"العربي الجديد"، بـ"المهم"، قائلاً: "هذا التدريب يعتبر من التدريبات المهمة في ما يخص جراحة الرضوض والحروب. نحن في منطقة حرب ونزاع، وتعرضنا كثيراً لإصابات كبيرة وخطيرة بسبب هذه الحرب منذ 12 سنة".
وأشار غندور إلى أزمة نقص الكوادر الطبية قائلاً: "فقدنا الكثير من أعضاء الكوادر الطبية، سواء من اعتقلهم النظام أو أصيبوا وتوفوا، أو تعرضوا لإعاقات أبعدتهم عن العمل، إضافة لكثير من الكوادر الطبية التي هُجرت خارج البلد، وهناك نقص شديد في العملين الطبيين، خاصة أصحاب التخصصات الجراحية النادرة، كجراحات الصدر والأوعية والتجميل، إضافة للمسالك البولية والعظام، وكانت هناك ضرورة لتدريب الكوادر الطبية الموجودة، خاصة منها الخريجين الجدد في بداية حياتهم العملية للتعامل مع هذه الإصابات ولكسب الخبرات الجديدة".
يذكر أن منطقة شمال غربي سوريا تعاني من أوضاع إنسانية صعبة خصوصاً بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 شباط الماضي، وزاد من حجم الاحتياجات.