الجنوب السوري بين الرسائل الإيرانية والحزام الأمني الإسرائيلي
أعلنت إسرائيل عن قيامها منذ مطلع العام الحالي بسلسلة من العمليات الأمنية التي تمكنت من خلالها من إحباط عمليات تسلل باتجاه أراضيها من سوريا عبر أفراد قالت إنهم يتبعون لإيران.
وكانت آخر الحوادث يوم 20 شباط الحالي بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتقال مشتبه به على الحدود مع سوريا عقب عبوره نحو الجولان المحتل مضيفة أنه عميل لحزب الله مهمته جمع معلومات استخباراتية عن إسرائيل.
وذكر تقرير سابق أعده معهد "ألما" الإسرائيلي بوجود 58 موقعاً تنتشر فيه مجموعات موالية لإيران في الجنوب السوري حيث تتوزع في 28 مكاناً تتمركز فيه وحدة يطلق عليها اسم "القيادة الجنوبية" إلى جانب 30 موقعاً آخر توجد فيه خلايا تحمل اسم "ملف الجولان".
لم ينجح اتفاق التسوية الموقع عام 2018 في إبعاد إيران عن الحدود الجنوبية السورية رغم الضمانات التي قدمتها روسيا لإسرائيل مما يشكل خطراً أمنياً على حدود إسرائيل.
وهذا الأمر أعاد إسرائيل لاستراتيجيتها القديمة باستهداف كل ما تعتبره خطراً عليها دون تردد.
ومن المتوقع أن تركز إسرائيل خلال الفترة المقبلة على إنشاء حزام أمني على حدودها الشمالية لتأمين أكبر قدر ممكن من الحماية لها.
ودخلت القوات الإسرائيلية عام 2022 لداخل الأراضي السورية رفقة آليات عسكرية بهدف تشييد طريق جديد داخل الأراضي السورية وأطلقت عليه اسم "سوفا53" بحسب لافتات تحذيرية أقامتها.
وبقيت مجموعة من فصائل المعارضة التي تتلقى دعماً من إسرائيل والتي رفضت تسليم أسلحتها بعد اتفاقية التسوية عام 2018 على مقربة من الحدود الإسرائيلية لحماية حدود الإخيرة من الميليشيات الموالية لإيران، ومن بينها "فرسان الجولان, تجمع الحرمون".
رئيس الأركان الإسرائيلي "أفيف كوخافي" تحدث نهاية عام 2020 عن إفشال مخطط إيران يهدف للعمل في سوريا ضد أهداف إسرائيلية.
وكشفت دراسة لمعهد ألما عن عمل وحدة استخباراتية إيرانية تحمل اسم "ملف الجولان" تعمل على بناء بنى تحتية تابعة لها في الجنوب السوري تكون وكيلة عن حزب الله.
وتشير النتائج التي خلصت لها الدراسة لوجود ١٠ قرى في القنيطرة و ١٤ في درعا تحت سيطرة فيلق القدس الذي أنشأ فيها بنى تحتية عسكرية على حدود إسرائيل.
بينما توجد وحدة استخباراتية أخرى تابعة لحزب الله يطلق عليها اسم "القيادة الجنوبية" وهي المسؤولة عن إدارة ملف الجنوب السوري.