مآتم السوريين إذ تتزامن مع عرس بشار الأسد
خاص - عين الفرات
مرت أيام بعد كارثة الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من تركيا وسوريا، وتركزت أثاره المؤلمة على مساحة عشر ولايات تركية جنوب البلاد ومناطق شمال غرب سوريا بالإضافة إلى مناطق يسيطر عليها نظام الأسد.
وكعادته نظام الأسد، بدأ منذ الساعات الأولى للزلزال باستغلاله سياسيًّا دون أن يفكر بأحوال الناس التي ازدادت سوءًا فوق سوء؛ خاصة أن مأساتهم لم تبدأ بعد الكارثة إنما هم في معاناة مستمرة في ظل نقص شديد في كل شيء يحتاجه بشر.
سياسة نظام الأسد بالمتاجرة بآلام السوريين ليست إلا استمرارًا لاستغلاله منذ وصوله السلطة على يد رأسه السابق "حافظ الأسد" الذي اتخذ من فلسطين والفلسطينيين وقضيتهم رداء يغطي به سوأة وجهه عند كل إجرام، فكان في مقدمة من شنّع بهم هم أصحاب القضية نفسها من الفلسطينيين المقيمين في لبنان والأردن وحتى سوريا، بل وامتد أذاه ليطال الفلسطينيين تآمرًا عليهم في مناطق وجودهم الأخرى حول العالم.
سياسة المتاجرة بمآسي السوريين هي كذلك استمرار لاستغلال النظام عبر رأسه السابق ذاته الحرب الأهلية في لبنان، ودخوله عميلًا مزدوجًا يتذبذب بين أطراف العداء يكيل لهذا ويفتك بذاك ما أطال أمد الأزمة، واستمر عبثًا بلبنان حتى وصل به الحال أن يكون بلدًا بلا دولة يوشك أن يخرج من المنظومة العالمية كلها إن استمرت أزماته على هذا الحال.
ولم يستثن النظام اليوم السوريين من متاجرته خاصة في مناطق وجوده، فمن ناحية بدأ يستجدي ويتسول دول العالم لإخراجه من عزلته تحت غطاء تقديم المساعدات للمناطق المتضررة من كارثة الزلزال، وسرقة (كعادته) ما تم تقديمه حسب شهادات الأهالي من مؤيدي النظام ذاتهم، ومنح البعض مما نجا من السرقة لعناصره أو عناصر المليشيات الإيرانية، ووصل به انعدام الإنسانية إلى إدخال شحنات عبر الحدود العراقية حيث مليشيا "الحرس الثوري" وفي داخلها أسلحة ومخدرات وكذلك تحت غطاء المساعدات خشية قصفها من طيران التحالف.
لا يمكن لحديث كهذا أن يُختم بنهاية؛ إذ لا نهاية لإجرام النظام إلا بزواله وأركانه، هذا النظام الذي جرّ على البلاد ويلات تفوق مئات المرات مرارة الزلزال، هذا النظام الذي استقدم أوجهًا غريبة لا تنتمي للبشر من إيرانيين وروس وغيرهم، وعلى ذِكر الوجوه السيئة، أين العناصر الروس ومرتزقة "فاغنر" وعصابات "حزب الله" و"الحرس الثوري" لم يظهر لهم عُنق في عمليات إنقاذ ضحايا الزلزال داخل مناطق النظام؟؟؟!!!