شبكة عين الفرات

توفيّ طفلان سوريان، يوم أمس الثلاثاء، نتيجة إصابتهما بالتهاب رئوي، الأول في بلدة صرين بريف حلب الشرقي، والثاني في حي رميلة بالرقة ضمن مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد" شمال سورية، ليرتفع عدد الوفيات بالالتهاب الرئوية إلى 18 طفلاً.

ونقل موقع "العربي الجديد" عن أطباء من المنطقة تأكيدهم بأنَّ الالتهاب الرئوي الذي يسبب وفيات الأطفال في سورية ناتج من فيروس مجهول، إذ سُجّلت الوفيات خلال الأسبوعين الماضيين، غالبيتهم في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، شمال شرقي البلاد.

ووفقاً لتصريحات الطبيب، فراس ممدوح الفهد، العامل في مستشفى العين والقلب ضمن مدينة القامشلي، وهو رئيس منظمة "صناع الأمل الإنسانية"، العاملة ضمن مناطق سيطرة "قسد"، للموقع فإن التشخيص الدقيق للفيروس غير متوفر ضمن مناطق شمال شرقي سورية.

ورجّح الطبيب أن "سبب وفيات الحالات المتعلقة بالأطفال يمكن أن يكون ناتجاً من أحد أنواع الإنفلونزا "A" سواء كانت إنفلونزا الطيور أو إنفلونزا الخنازير فالعدوى سريعة والأعراض تختلف عن فيروس كورونا، معتبراً أن "إغلاق المدارس والمعاهد ورياض الأطفال أمر واجب إلى حين تجاوز هذه المحنة العصيبة في أقرب وقت ممكن".

وأوصى الأطباء بأخذ التدابير الوقائية للحد من انتشار عدوى هذا الالتهاب، كون الفئة المستهدفة هم الأطفال دون سنّ الخامسة.

وتتكرر الإنفلونزا الموسمية سنويا وتظهر أعراضها على شكل حرارة وصداع وآلام البلعوم وآلام بالعضلات والعظام وسعال جاف، وتستمر من 5 إلى 7 أيام وتحتاج إلى مسكنات وخافضات الحرارة ولا تدعو للقلق.

إلا أنَّ إنفلونزا الخنازير تكون أعراضها شديدة والإصابة الرئوية تكون قاتلة في أغلب الأحيان، وقد حدثت حوالي 30 وفاة تقريباً حتى الآن بسببها، وفقاً طبيب الأطفال بسام الحبلوش.

وأوضح الطبيب أنَّ "الإصابات الرئوية الشديدة المنتشرة حالياً في جميع المشافي العامة والخاصة تؤكد ما سبق - في إشارة لإنفلونزا الخنازير - حيث إن أسطوانات الأوكسجين ما عادت تكفي لتغطي جميع المرضى، عدا عن النقص الحاد في إنتاج الأوكسجين".

وتساءل الطبيب "هل يجب أن يموت مئات الأطفال حتى ننتبه إلى هذا الخطر، الإنفلونزا الموسمية لم تقتل أي أحد من أطفالنا على مر العقود الماضية والكل يعرف ذلك".

وكانت الرئاسة المشتركة للجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدني، قد أعلنت السبت الماضي، عن تعليق الدوام المدرسي في المعاهد وروضات الأطفال الخاصة والعامة في محافظة الرقة شمالي سورية، بدءاً من الأحد، 18 كانون الأول، وحتى يوم السبت 24، وذلك بسبب انتشار الإنفلونزا الموسمية، كما تم تعليق الدوام المدرسي قبل أمس الإثنين في المدارس والمعاهد لمدة أسبوع بسبب انتشار الفيروس في مدينة منبج شرقي حلب.