أنشأته إيران وفجره "داعش".. تعرف على تاريخ مزار "أويس القرني" في الرقة
عين - الفرات
كان مسجد الصحابي، عمار بن ياسر، أو ما يعرف لاحقًا بمزار التابعي، أويس القرني، مقصداً للزوار الشيعة من إيران ولبنان والعراق، قبل تدميره بشكل كامل على أيدي عناصر تنظيم "داعش" إبان سيطرته على محافظة الرقة في عام 2014.
ويعود تاريخ بناء مقامات الصحابة والتابعين الشهداء لفترة حكم الدولة العثمانية وفقًا للعديد من المؤرخين في حين يرى البعض أنَّ تحديد مكان الأضرحة كان قبل تلك الفترة، حيث بُنيت المقامات في مقبرة مدينة الرقة الرئيسية آنذاك والتي كانت تضم رفات شهداء معركة صفين.
وحاولت إيران استغلال قبور الشهداء للتغلغل في المنطقة ونشر المعتقد الشيعي بين أهالي الرقة عبر بناء المزار وجعله وجهة للحجاج الشيعة بالاتفاق مع المجرم، حافظ الأسد، الذي وافق في عام 1988 على طلب إيران.
انتهت عمليات البناء في عام 2004 بعد إزالة كافة القبور وإبقاء المقامات الثلاثة، وعرف حينها بمزار أويس القرني، لتبدأ إيران بنشره فكر الملالي بالمنطقة من خلال الندوات والدورات والاحتفالات، حيث كان المقام مركزًا رئيسيًا لاستقطاب الناس على مختلف اعتقاداتهم خصوصًا في أوقات معينة مثل (أربعينية الحسين).
وأشاع عملاء إيران أفكار الملالي بين أهالي الرقة محاولين تغير معتقداتهم وإقناعهم أنَّ الدعاء للقبور والتمسح بها مع ذكر اللطميات الشيعية يجعل الدعاء مستجابًا ويغفر الذنوب، كما قدموا للأهالي معونات ومبالغ مالية لذات الهدف.
قبل تدميره كان يضمُ ثلاثة أبنية منفصلة، واحد لـ، عمار بن ياسر، والآخران لـ، أويس القرني، ولـ، أبي بن قيس النخعي، كما يحوي الطابق العلوي على غرفًا وصالات ومطابخ لاستقبال الزوار واستضافتهم طول فترة الزيارة.
وبلغت مساحة أرض المسجد 50 ألف مترًا مربعًا، ومساحة البناء 17 ألف مترًا مربعًا. منها 730 مترًا مربعًا لمقام عمار بن ياسر والذي يبلغ ارتفاع القبة فيه 12 مترًا، وكذلك هي مساحة مقام أويس القرني، أما مقام أبي بن قيس النخعي فتبلغ مساحته 325 مترًا مربعًا وارتفاع القبّة 9 أمتار.
هذه المساحة الكبيرة تحولت اليوم لملاعب عشبية تستغلها الفرق الرياضية المحلية للعب المباريات، ولم يبقَ من المسجد سوى بعض الحطام والكثير من الذكريات في أذهان أهالي الرقة.
الجدير ذكره أنَّ الميليشيات الإيرانية حولت الكثير من مساجد والأماكن التاريخية في مناطق غرب الفرات لحسينيات ومزارات شيعية، بعد سيطرتها على المنطقة في عام 2017، وتعمل بشكل مستمر على استقطاب أبناء المنطقة ونشر فكر الملالي بينهم، كما عملت الميليشيات على تغير المنطقة ديموغرافيًا عبر تهجير أهلها الرافضين للتواجد الإيراني وتوطين إيرانيين وأفغانيين وعراقيين وغيرهم من الشيعة الموالين لإيران.