قرار "قسد" بمنع تصدير الأغنام يلحق خسائر كبيرة بالمربين وخاصة "خروف الربط"
عين الفرات
تشتهر مدينة الرقة بتربية الأغنام، المهنة التي تعتبر مصدر رزق أساسي لكثير من العائلات في المدينة وريفها، لاتساع المساحات المزروعة، إلا أنَّ هذه المهنة تواجه مخاطر كبيرة بسبب قرارات "قسد" المتعلقة بالتصدير، بالإضافة لموجة الحر والجفاف وغلاء الأعلاف، في ظل ظروف معيشية متردية.
ويعتمد الكثير من المربين على أسلوب التسمين "خراف الربط" كما يسميها أهالي المنطقة، وتعتبر "خراف الدغلي" من أشهر أنواع الخراف المهيأ لهذا النوع من التربية.
أبو إسماعيل، من حي المشلب بالرقة، يعمل في "ربط الخراف" قال " امتهنت رعاية الأغنام منذ أكثر من عشر سنوات، كانت تعد من المهن المربحة في السابق إلا أنها باتت في السنتين الأخيرة مكلفة للغاية، ويعود ذلك إلى ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية وغلاء الأعلاف والشعير خاصة لأن ربط الخراف يعتمد على العلف من الشعير بهدف التسمين وبيعها بعد ربطها بمدة تتجاوز الـ 50 يوم".
وأكمل أبو إسماعيل "أصبحنا نبيع برأس المال بسعر 12 ألف ليرة سورية للكيلو، وفي بعض الأحيان بأقل من ذلك بسبب قلة التصريف للخارج، ربط الخراف مكلف جدًا ولا نمتلك القدرة على تحمل المصاريف لفترة أكبر دون فائدة، الأسواق راكدة والتصدير ممنوع".
ومنعت الإدارة الذاتية، العام المنصرم، تصدير الأغنام لخارج مناطق سيطرتها بذريعة الحفاظ على الثروة الحيوانية، إغلاق المعابر أمام المربين ومنع نقلها نحو مناطق النظام أو المعارضة تسبب في كساد الأسواق وألحق بالمربين خسائر كبيرة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف.
ويقول، حسن الأحمد، تاجر ومربي أغنام من سكان حي المشلب، "يزداد الطلب على الخراف في أوقات الأعياد وخاصة عيد الأضحى وهذه الفترة يستفيد فيها المربون، أما عن باقي الأيام يكون البيع برأس المال أو بربح قليل جدًا، نحن كمربين وتجار نطالب الإدارة الذاتية بفتح تصدير الأغنام وخاصة الذكور لأن الكثير من الأهالي يعتمدون في معيشتهم على تربية الربط".
الجدير بالذكر أنَّ قرار الإدارة الذاتية بمنع التصدير وإغلاق المعابر أمام المربين كان له أثر سلبي على المربين والتجارة بشكل عام في مناطق شمال شرق سوريا، حيث نشطت عمليات تهريب قطعان الماشية نحو مناطق النظام لصالح الميليشيات الإيرانية، ومناطق كردستان العراق، بسبب فرق الأسعار الكبير وسعي المربين لبيع أكبر قدر ممكن من قطعانهم للتخفيف من التكاليف وتجنب الخسائر.