الرسوم الجمركية المرتفعة تجبر أهالي الرقة على استخدام الحديد المستعمل للبناء
عين الفرات
تشهد مدينة الرقة نشاطًا عمرانيًا، خلال الآونة الأخيرة، جاء بمبادرات خاصة من الأهالي بعد أن فقدوا الأمل في إعادة إعمار المدينة التي تدمرت بنسبة 85% نتيجة المعارك التي دارت بين التحالف الدولي و"قسد" من جهة وتنظيم "داعش" من جهة أخرى.
ارتفاع أسعار الحديد في الأسواق وكثرة التكاليف أجبرت الأهالي على التوجه لاستعمال الحديد المستخرج من المباني المدمرة والحديد المستعمل لكونه يباع بأسعار منخفضة تتراوح ما بين 600 و700 دولار أمريكي بجودة متوسطة، في حين يباع الحديد الأوروبي الجديد بسعر 925 دولار.
وقال، عبد الهادي الصالح، من أهالي الريف الشمالي " احتاج لإعمار بيتي الذي يتكون من أربع غرف إلى ما يقارب الطن والنصف وتقدر قيمتها ب 1380 دولار أمريكي وهذا مبلغ كبير، ناهيك عن أسعار الإسمنت المرتفعة التي وصلت إلى 100 دولار والبلوك 800 ل. س وتوابعها من نحاتة ورمل للبناء، نحن نلجأ إلى الحديد المستعمل لأنه أقل كلفة".
وتعد الرسوم الجمركية التي فرضها إدارة المعابر التابعة لقسد سبب في التكاليف على البضائع المدخلة إلى مناطق الإدارة الذاتية، ويشتكي التجار والأهالي من الرسوم المرتفعة وتحكم المالية العامة التابعة لقسد بزمام أمور حركة بيع الإسمنت والحديد وكل ما يتعلق بأمور البناء.
وتحدث، محسن العايد، صاحب أحد المنازل المدمرة في حي البدو في المدينة قائلًا "أردت أن أصلح بيتي لكن ارتفاع أسعار الحديد قد منعتني من إكمال التصليحات وتكاليف الإعمار من الإسمنت وغيره أعلى من قدرتي ومنعتني من إكمال البناء".
الجدير ذكره أنَّ الكثير من الأبنية المدمرة ما تزال على حالها بسبب الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي أجبرت جزءًا من الأهالي على السكن ضمن ركام المباني أو ضمن المخيمات.