في موسم الحصاد.. مربو الأغنام يشكون ركود الأسواق بالرقة
عين الفرات
تُعد مهنة تربية الماشية من الركائز الأساسية لسكان الرقة لتوفير أساليب معيشتهم على مدار العام، بالإضافة إلى مهنة الزراعة إذ تعتبر من مقومات الاكتفاء الذاتي للمنطقة.
إلا أنَّ مهنة تربية الماشية وخاصة الأغنام باتت تُشكل أعباءً اقتصادية على أصحابها، وذلك نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي والغلاء الذي يعصف بسوق الأعلاف إضافةً لتقلص المساحات المزروعة نضرًا لما مرت به المنطقة من جفاف ومحل خلال العامين الماضيين.
ويشهد سوق الماشية في مدينة الرقة ركودًا في حركة البيع والشراء وفقًا لأبو علاء أحد تاجر في سوق الماشية "الماكف" والذي قال إنَّ "أحد أهم أسباب الركود يعود للغلاء الذي حلّ بالمواد العلفية والتبن والشعير، حيث وصل سعر الكيلو لـ 1600 ل.س ضمن التسعيرة الأخيرة الصادرة عن الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا".
أضاف أبوعلي أنَّ "المربي أصبح يزور السوق أكثر من 3 مرات في الأسبوع ويعود في معظم الأوقات للمنزل مع الماشية لأنَّ حركة البيع شبه معدومة، المبيعات تقتصر على كميات بسيطة من اللحم، كما أنَّ الأجبان باتت تباع بسعر رخيص".
وتساءل أبو علي عن سبب ارتفاع أسعار الأعلاف رغم دخول وقت موسم حصاد محصول القمح، موضحًا أنَّ الأسعار سجلت انخفاضًا طفيفًا لكنها تعتبر غالية بالنسبة للمربين، حيث يباع الكيلو الواحد من مادة التبن ما بين الـ 400 و500 ل.س، وأنَّ موسم الحصاد الحالي لم يشكل فرقًا في حركة المبيعات كما العادة في السنوات السابقة.
ويقول، ساير الرمضان، مربي من ريف الرقة الشمالي، "جلبت أغنامي إلى السوق مرتين خلال هذا الأسبوع لكني لم أبع أي رأس منها لعدم وجود حركة شرائية ولا حتى سوم لها، أنا بحاجة مُلحة لبيع أغنامي بهدف تخفيف العدد الذي أملكه، لأن تربيتها أصبحت مكلفة جدًا خصوصًا مع ارتفاع أسعار الأعلاف رغم دخول موسم الحصاد، لم أعد قادرًا على تحمل المزيد من المصاريف".
واضطر العديد من المربين لبيع أغنامهم وقسم منهم باعها بيع مؤجل (بالدين) لعدم القدرة على تأمين مستلزماتها من الأعلاف إذ تصل تكلفة الرأس منها إلى 2500 ل.س يوميًا.
ويضاف إلى مشاكل المربين المصاريف التي باتوا يدفعونها لأصحاب الأراضي المزروعة بالقمح بعد حصادها بهدف علف الماشية ببقايا المحصول، حيث أصبحت هذه الأراضي تؤجر (ضمان) للمربين بأسعار مرتفعة.