بالتزامن مع فقدان مقومات الحصاد.. انخفاض إنتاج القمح في مناطق شرقي دير الزور
يشهد ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية انخفاضاً كبيراً وملحوظاً في إنتاج القمح هذا العام بالتزامن مع فقدان مقومات الحصاد لمن تبقى من المزارعين.
وقال مراسل عين الفرات، إن عملية تقلص مساحات الزراعة وانخفاض الإنتاج في مدينة البوكمال ومحيطها جاء نتيجة هجرة أصحاب الأراضي الزراعية من جهة مصادرة أراضيهم من قبل قوات النظام و الميليشيات الإيرانية ومنعهم من الزراعة من جهة أخرى وسرقة معدات الزراعة خلال سيطرة قوات النظام على المنطقة.
ونقل مراسلنا عن أحد الفلاحين في مدينة البوكمال شرق دير الزور، أن عملية الحصاد تجري من خلال الأقارب والأصدقاء لجني المحاصيل الزراعية لعدم توفر الحصادات التي سُرِقت أواخر عام 2017 خلال دخول قوات النظام للمنطقة من قبل العناصر والمليشيات المساندة لها.
وأضاف أن الأراضي التي تقع جنوب مدينة البوكمال حُرِم المزارعون خلال الآونة الأخيرة من زراعتها واستثمارها نتيجة انتشار الألغام الأرضية ومنع المليشيات الإيرانية الأهالي من الوصول لها بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة نتيجة انتشار النقاط والمراكز الإيرانية بمحيطها.
وأشار الفلاح ذاته إلى أن الأراضي التي جرى التوقف عن الزراعة فيها خلال الأعوام الماضية بشكل متتالٍ حتى يومنا هذا بلغت مئات الهكتارات في إحصائية تقريبية.
وإلى جانب انخفاض الإنتاج الزراعي للأراضي المنتشرة في مدينة البوكمال وريفها يعاني الأهالي من فقدان الخدمات الزراعية بشكل كامل وتحول المزارعين للاعتماد على أنفسهم وبين بعضهم البعض نتيجة تقاعس وسرقات قوات النظام.
وتحدث أحد أهالي مدينة البوكمال لمراسلنا أن المدينة كانت تخدمها عشرات الحصادات والدراسات بوقت سابق وخلال اجتياح المليشيات الإيرانية وقوات النظام لها وانتزاع السيطرة من تنظيم داعش تركها أصحابها خلفهم، ما أدى إلى سرقتها بشكل كامل وإرسالها لمدن سوريا أخرى وبيعها هناك على شكل قطع من جهة ولبعض المزارعين في مدن أخرى بأسعار زهيدة من جهة أخرى.
ويعتمد في الوقت الراهن كل مزارع على أقاربه وأصدقائه فيما بينهم للقيام بعملية الحصاد اليدوي لكل ارض زراعية على حدا لعدم وجود حصادات وورش تعمل بالحصاد بمقابل مالي في الوقت الراهن وسط تقاعس مديرية الزراعة عن تأمين معدات الحصاد للمزارعين المطالبين بتسليم محاصيلهم لقوات النظام وعدم بيعه في السوق السوداء بأسعار زهيدة مقارنة بتكاليف الزراعة التي جرى وضعها لهذا الموسم.
وفقدت مدينة البوكمال نسبة تقدر بـ 75 بالمئة من ناتج محصول القمح نتيجة وضع معسكرات ونقاط المليشيات الإيرانية رحالها قربها ومنع الأهالي من التواجد فيها والعمل بها من جهة ونشر ألغام أرضية فيها لضمان عدم الاقتراب منها خلال الأعوام الماضية.
وإلى جانب النقاط العسكرية؛ قامت قوات النظام بوضع اليد على عدد كبير من الأراضي المروية والبعلية في ريف دير الزور الشرقي، والتي تعود لمهجرين يقطنون في مناطق سيطرة قوات قسد وبعضهم خارج سوريا، وذلك بتهمة انتمائهم لتنظيم داعش والجيش الحر بوقت سابق على حد سواء.
وتحدثت مصادر أهلية خاصة من البوكمال أن الأراضي التي تم وضع اليد عليها تعود لنازحين خرجوا نحو مناطق شرق الفرات وبعضهم نحو أبنائهم في تركيا والبعض الآخر نحو أقاربهم في مناطق سيطرة الجيش الوطني، وذلك خلال معارك قوات النظام وتنظيم داعش في وقت سابق، ومنعوا من العودة خوفاً من بطش المليشيات الإيرانية والافرع الأمنية التابعة لقوات النظام وتردي الوضع المعيشي والاقتصادي.