انتشار غير مسبوق لمرض السحايا في الرقة.. ولا أسرة شاغرة في المشفى الوطني
خاص - عين الفرات
ارتفعت، خلال الآونة الأخيرة، أعداد المصابين بمرض التهاب السحايا في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وفقًا لإحصائية لجنة الصحة في المدينة.
أحمد العلي، من أهالي قرية الحمرات شرق الرقة، قال لمراسل شبكة "عين الفرات"، إنَّ "ابني ذو 4 أعوام ارتفعت حرارة جسمه وظهر عليه التعب والإرهاق، وكان يستلقي على الأرض ويضع يده على رأسه".
وأكمل أحمد " ظننت في بداية الأمر أنَّها أعراض زكام فتوجهت به إلى الطبيب ليحيله مباشرة إلى المشفى الوطني بالرقة، إلا أنَّ المشفى لم يستقبلني بحجة عدم وجود أسرّة شاغرة للأطفال، ما أجبرني على نقله إلى مشفى الفرات الخاصة، بتكلفة 50 ألف لليلة الواحدة دون تقديم أي نوع من الأدوية"، مؤكدًا أنَّ المرض منتشر والعلاج غير متوفر.
والسحايا مرض جرثومي وبكتيري المنشأ، من أعراضه الحمى وارتفاع الحرارة والصداع والتقيؤ والاختلاجات ونوبات الصرع، وينتقل بالعدوى من خلال مفرزات المريض عن طريق الجهاز التنفسي والفم (مثل السعال والعطاس واللعاب)، وتختلف أعراض المرض من شخص لآخر بحسب نسبة الالتهاب الموجودة بالجسم، حيث تظهر على بعض الأطفال ممن اشتدت حالتهم أعراض الثقل بالنطق أو الاكتئاب والنفور من الضوء.
وأكدت لجنة الصحة في مدينة الرقة أنَّ عدد المصابين بالسحايا وصل إلى 386 مصابًا من مختلف الفئات العمرية، وسط تزايد الأعداد بشكل متسارع.
وبحسب أحد الأطباء في مدينة الرقة فإنَّ الأسباب التي أدت إلى انتشار المرض بهذه الصورة ما تزال مجهولة.
وأفاد، محمد العبدالله 30 عامًا، من سكان قرية الصالحية شمال الرقة أنَّ ابنته ذات الـ 8 أعوام اشتكت من صداع في الرأس ولم يعطي الأمر أهمية قبل أن يلاحظ عليها ارتفاع في درجة حرارتها وبكائها بشكل مستمر خصوصًا في أوقات الليل.
وأوضح محمد " حملت ابنتي وتوجهت بها إلى مشفى الطب الحديث بالرقة لكن حالتها لم تتحسن بل ازدادت سوءاً ما دفع والدي لنقلها إلى أحد مشافي العاصمة دمشق حيث بقيت هنالك لمدة 17 لتلقي العلاج، ثم عادت بعد أن تحسنت حالتها إلا أنَّها عانت من صعوبة في النطق وصل إلى حد العجز عن الكلام في بعض الأحيان".
الجدير بالذكر أنَّ انتشار مرض التهاب السحايا ازداد خلال الأيام العشرين الأخيرة بصورة متسارعة، وسط تردي الخدمات الطبية في مستشفى الرقة الوطني وارتفاع تكاليف العلاج في المشافي الخاصة بشكل كبير يفوق القدرة المالية لمعظم سكان المنطقة.