شح المحروقات في الرقة يزيد من أزمتها وتذمر سائقي سيارات الأجرة
تشهد مدينة الرقة، منذ أسابيع، نقصًا حاداً في توفر مواد المحروقات (المازوت والبنزين)، حالها كحال باقي مدن شرقي الفرات، الخاضعة لسيطرة قسد، ما أدى إلى تراجع حركة العمل لدى سائقي سيارات الأجرة.
ونسبة كبيرة من أهالي المدينة يعيشون من هذه المهنة.
وتشهد سوريا بشكل عام أزمة في المحروقات، ولا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام ومناطق شمال غربي سوريا، مع وجود مبررات لكون المنطقتين لا تتواجد فيهما آبار نفط، أما منطقة شرقي الفرات الخاضعة لسيطرة "قسد" فهي تعد المورد الرئيسي لمحروقات البلاد، ومع ذلك تشهد المنطقة شحاً في المحروقات.
ويتجمهر عدد كبير من أصحاب السيارات بشكل يومي، ولا سيما أصحاب تكاسي الأجرة أمام محطات الوقود للحصول على بضع ليترات من البنزين تجعلهم يؤمنون قوت يومهم.
إقرأ أيضاً:حفر كثيرة تعيق حركة السير في مدينة الرقة وسط غياب عمليات الترميم والإصلاح (صور)
وعلى الرغم من اعتماد آلية لتوزيع المحروقات على أصحاب السيارات في الرقة، إلا أن كثيراً منهم لا يحصل على مستحقاته، وغالبيتهم يضطر لعدم الوقوف أمام المحطات بسبب الزحام الكثير.
ويقول عبد الفتاح الحسن 28 عام من أهالي مدينة الرقة (سائق تكسي أجرة) إنه "استيقظ من الصباح الباكر ووقف بالطابور ينتظر دوره في التعبة من الكازية، وهذا يتطلب منه الكثير من الوقت، ربما في بعض الأحيان إلى الساعة 2 بعد الظهيرة"، مضيفا "أنا كسائق سيارة أجرة ماذا بقي من اليوم للعمل، وأنا معيل لأسرة ولا أستطيع العمل في ساعات المساء".
جاءت تلك الأزمة الخانقة والتي تذمر منها أصحاب السيارات في الرقة منذ إصدار الإدارة الذاتية التابعة "لقسد" قرارها بتاريخ 29\11\2021 بمنع البسطات الخاصة التابعة للأهالي، والتي كانت توفر العبء خصيصاً على أصحاب تكاسي الأجرة الذي يعتمد عملهم على الحركة الصباحية في الأسواق.
إقرأ أيضاً:الرقة.. مياه الشرب من الصهاريج، وأمراض تنتشر بين الأهالي
أبو حمود 37عام مالك سيارة أجرة، عبّر عن تذمره من الاضطرار للوقوف أمام المحطات بشكل يومي، قال "لو تركوا لنا المحطات الخاصة، لكنا على الأقل لم نشهد ازدحام على الكازيات، ولا نخشى حينها من انقطاعه، إما أن يفعلوا كما القامشلي ويوفروه بالكازيات، أو يسمحوا لأصحاب البسطات ببيعه بالسعر الذي يريدوه.
وكان ليتر المازوت الحر يباع في البسطات بسعر يصل في أسوء الأحوال لـ 1200 ل.س، وينقص عن السعر المحدد في المحطات التابعة لـ "سادكوب" بـ 700 ل.س لليتر الواحد، وكذلك الأمر ينطبق على البنزين.
ويذكر أن شمال شرق سوريا هي المنبع الرئيسي للنفط والذي يباع لمناطق النظام عبر شركة القاطرجي، التي تعد العراب الحالي لصفقات النفط بين قسد والنظام، والتي تمر على مرأى أهالي المناطقة المحرومون من حقهم بتوفير هذه المادة.