مهنة صناعة "قصب الزل" شرقي سوريا يتهددها الاندثار.. أسباب عديدة على رأسها إتاوات حواجز النظام
شهدت مهنة صناعة قصب الزل اندثاراً وعدم وجود قوة شرائية في الآونة الأخيرة ضمن مناطق سيطرة قوات النظام غرب الفرات نتيجة تردي الوضع المعيشي هناك.
وقال مراسل عين الفرات، إن عشرات العوائل تعمل في هذه المهنة من نساء ورجال كيدٍ واحدة على ضفاف نهر الفرات بريف دير الزور الغربي وريف الرقة الشرقي، حيث تُعتبر مهنة تقدم الدعم المالي لتلك العوائل.
ونقل مراسلنا عن أحد شبان مدينة معدان الذي يعمل مع عائلته في صناعة قصب الزل قوله، إنه خلال الأشهر الماضية توقفت عملية الشراء بشكل شبه كامل غرب الفرات بشكل عام نتيجة تردي الوضع المعيشي والاقتصادي لسكان المنطقة، ما أدى إلى كساد حصران الزل وأعوادها للعاملين بهذا المجال.
وأضاف الشاب أن "تضييق الخناق من قبل حواجز قوات النظام في الآونة الأخيرة على ضفاف الفرات وفرض الإتاوات على نقل منتجاتهم اليدوية زاد من معاناتهم في تصريف بضائعهم".
وأشار الشاب بأن النساء العاملات بهذا المجال معظمهن غيّرن عملهن إلى خبز فطائر التنور والصاج وبيعها على حسب الطلب بهدف استمرار رزقهن، وأما الشباب فبدؤوا بالبحث عن عمل برفقة ورش البناء وبعضهم عتالون في الأسواق لدى المستودعات بيوميات تتراوح بين 2000 إلى 2500ل.س.
وتحدث الشاب أيضاً أنهم يقومون بتنزيل بضائعهم من الزل في البازرات الأسبوعية وتخفيض ثمنها بشكل كبير بهدف بيعها وعدم خسارة مجهودهم بجمع الزل من النهر وتنضيفه وحياكته، حيث وصل سعره إلى 15 ألف ل.س وسط عدم وجود قوة شرائية عليه كما يحدث سابقاً.
وتمتهن تلك العوائل هذا العمل بشكل موروث من آبائهم وأجدادهم، وتُعتبر من المهن الفراتية التي تشتهر بها قرى وبلدات ريف الرقة ودير الزور، لكنها بدأت بالاندثار بشكل تدريجي خلال العام الجاري.