التسول وعمالة الأطفال ظاهرة تزداد في الرقة
خاص - عين الفرات
تنتشر في مدينة الرقة، خلال الآونة الأخيرة، ظاهرة تسرب الأطفال من مقاعد الدراسة، بهدف التسول والعمالة بالشوارع نتيجة لسوء الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار الذي تشهده المدينة، وساهم في ذلك إصابات الحرب التي أقعدت الكثير من أرباب الأسر في بيوتهم ومنعتهم من العمل.
وقال، حمد العلي 48 عامًا، من قاطني حي سيف الدولة في مدينة الرقة، إنَّ الأوضاع القاسية أجبرته على إرسال أولاده "أمجد وفاطمة" للتسول في أسواق وشوارع المدينة بهدف تأمين لقمة العيش في ظل عجزه عن العمل نتيجة فقدانه لقدمه بقصف نفذه طيران نظام الأسد.
ويضيف "حمد العلي" في حديث مع عين الفرات: "كنت أعمل في ورشة بناء لأعيل أولادي، على الرغم من الأجور المتدنية والتي لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي والغلاء الفاحش في الأسعار، ما أجبرني على الاعتماد على أولادي في مساعدتي من خلال التسول أو بيع علب البسكويت، بعد أن هجروا مقاعدهم الدراسية".
وأضاف/ "أجبرت على التضحية في تعليم أولادي ومستقبلهم لكيلا نموت من الجوع".
من جانبه، أوضح، خليل السعيد، ناشط مدني يعمل في إحدى المنظمات المحلية المعنية بشأن الطفل، أنَّ "الحرب أفرزت الكثير من المشاكل والعوائق لدى الشعب السوري، من خسائر مادية وبشرية وتهجير وتدمير للبنية التحتية والنفسية للإنسان، مما تسبب بانتشار الكثير الظواهر الاجتماعية، وخاصة ظاهرة التسول".
اقرأ أيضًا: السيول تُدمر أكثر من 1500 شجرة مثمرة في عين العرب شرقي حلب
وأكمل السعيد، "كل ذلك دفع الكثير من الأطفال للعمل في مهن وحرف شاقة لا تتناسب مع أعمارهم وبنيتهم الجسدية، إضافة لتركهم المقاعد الدراسية، فتجد منهم من يعمل في أعمال البناء أو المعامل أو في أسواق بيع الخضار وإصلاح السيارات، وبعضهم توجه للشارع كوسيلة لتأمين لقمة العيش، ومنهم من يعمل في جمع قمامة البلاستيك والكرتون والحديد من الأبنية المدمرة".
اقرأ أيضًا: الإدارة الذاتية تغير وزن ربطة الخبز المُدعم في الرقة.. والأهالي متخوفون من رفع الأسعار
وتعد ظاهرة التسول من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشاراً في الرقة، دون التفات الجهات المعنية من الإدارة الذاتية لتلك المشكلة وإيجاد حلول مناسبة تساهم في القضاء على تلك الظاهرة، التي أصبحت تتفاقم يومًا بعد يوم.