شبكة عين الفرات | هل يجوز "قتـ.ال" المسلمين في أوكرانيا؟ وهل يندرج تحت مسمى "جـ.هاد"؟

عاجل

هل يجوز "قتـ.ال" المسلمين في أوكرانيا؟ وهل يندرج تحت مسمى "جـ.هاد"؟

نشرت عدة مواقع ووكالات فتاوى عن موضوع قتـ.ال المسلمين في أوكرانيا، خلال الساعات الماضية، وخاصة بعد إعلان الرئيسين الروسي والأوكراني عن فتح باب الانتساب للقـ.تال إلى جانب كلٍ منهما، وظهور أخبار عن إرسال سوريين وغيرهم من جنسيات مسلمة إلى المـ.عارك هناك.

وتحدث موقع الجزيرة نت عن الحكم الشرعي في مسألة القتال على الأوكرانية في ظل الوضع الشائك الذي يعيشه العالم.

وقال الموقع إن الحكم الشرعي يجب أن يستند إلى عناصر عديدة متعلقة بالمسلمين، وفرزها هنا إلى أربع هي:

_ المسلمون الشيشانيّون من جنود "قديروف" الذين يقاتلون في جيش بوتين، ومنهم من قاتل مكرهًا وبعضهم قاتل مختارًا مندفعًا.

_ المسلمون الأوكرانيّون الذين دعاهم مفتي أوكرانيا للقتال مع الجيش الأوكرانيّ، أو الذين قاوموا الرّوس خارج دائرة الجيش.

_ المسلمون الذين يتطوّعون للقتال في أوكرانيا من مختلف البلدان تحت عنوان محاربة العدوان الرّوسي.

_ النّظام الرّوسي والنّظام الأوكراني المتحاربان وامتداداتهما في النّظام الدّولي، فهما واضحان في رايتهما التي لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد.

إقرأ أيضاً:تطورات قضم الدب الروسي للأراضي الأوكرانية واحتـ.جاجات داخل روسيا رافضة للغـ.زو

وأوضح المقال تبيان شرعية قتال المسلمين في أوكرانيا وهل يأتي في خانة "الجهاد" أم لا، وقد بدأ بالتساؤل عن مسلمي أوكرانيا ومدى جواز قتالهم لجانب جيش دولتهم فقال:

إنّ المسلم إذا تعرّضت حياته، أو عرضه أو ماله أو أرضه إلى عدوانٍ مباشر فإنّ من حقّه أن ينهض لردّ العدوان دون الرّجوع إلى أحد أو استئذان أحد، وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي بسند صحيح حسن:

منْ قُتِل دُونَ مالِهِ فهُو شَهيدٌ، ومنْ قُتِلَ دُونَ دمِهِ فهُو شهيدٌ، وَمَنْ قُتِل دُونَ دِينِهِ فَهو شهيدٌ، ومنْ قُتِل دُونَ أهْلِهِ فهُو شهيدٌ.

فالمسلمُ الأوكرانيّ الذي تعرّض إلى تهديدٍ مباشرٍ على حياته أو ماله فنهض ليقاوم المعتدي بردّ طبيعيّ فطريّ ويذود عن نفسه وعرضه وماله مخلصًا النيّة فهو مجاهد، وإن قتل فهو شهيد.

ولكن هذا لا يعني أن ينخرط المسلم الأوكراني في الجيش الأوكرانيّ ويشارك في هذه الحرب تحت إمرةٍ واضحةٍ من النّظام الأوكرانيّ غير المسلم وخوض حربٍ غير واضحة المعالم والأهداف، ولا علاقة لها بمصلحة المسلمين والإسلام، إلّا في حالةٍ واحدةٍ وهي اضطراره للدّفاع عن نفسه وماله ولا سبيل إلى تحقيق ذلك إلّا من خلال القتال مع الجيش الأوكراني.

وأضاف الموقع بتساؤله عن حكم جواز قتال المسلمين من غير الجنسية الأوكرانية على أراضي دولة غير مسلمة، فكانت الإجابة، مبنية على شقين:

الأول أنّ من حقّ المسلمين محاربة المعتدي الرّوسي الذي اعتدى على أرضهم وحرماتهم ودمّر بلاد المسلمين في سوريا وغيرها.

والثاني هجرة المسلم لأجل القتال تحت رايةٍ غير مسلمة صريحةٍ في كفرها، في حربٍ غير واضحة المعالم ضبابيّة الأهداف.

إقرأ أيضاً:الليلة الثالثة على غزو أوكرانيا حملت معها عقـ.وبات أوروبية أمريكية على بوتين ومسؤولين روس

من خلال النّظر في مآلات الأمر وما يترتّب عليه من مفاسد خطيرة متعلّقة بجعل الشباب المسلم وقودًا لمعركة يتطاحن فيها العالم، وغياب “الرّاية الواضحة” وغياب “الهدف الواضح” من القتال وهما أمران مركزيّان في فلسفة الجهاد في الإسلام، فإنّه يمكننا القول بكلّ وضوح: إنّ المفاسد المترتّبة على هذا النّوع من القتال أعظم بكثير من المصالح المرجوّة منه، ولذلك فإنّ ذهاب المسلمين إلى أوكرانيا للتّطوع في القتال فيها بأيّ شكلٍ من الأشكالِ أو تحتَ أيّة ذريعة من الذّرائع، أو تطوّع المسلمين الأوكرانيين في القتال مع الجيش الأوكراني بغير ضرورة حقيقيّة غير جائز، وكلا الحالتان قتالُ جاهليّة.

وتطرق الموقع أيضاً لجواز قتال المسلمين الشيشان إلى جانب الروس، بعدما أرسلهم رئيسهم قديروف، فهم لا يدافعون عن دينٍ ولا عن أرضٍ ولا عن عرض، بل إنّهم يقاتلون في جيش من دمّر بلادهم وانتهك حرماتهم قبل سنوات قليلة، فقتالهم هذا نوعٌ من الارتزاق المحرّم، والولاء الصريح لأعداء الدين؛ الولاء الذي يعني المناصرة والمظاهرة لهم في حروبهم ومعاركهم.

إقرأ أيضاً:بينهم سوريون.. بوتين يأمر بتسهيل وصول مرتزقة من الشرق الأوسط للقتال إلى جانب قواته بأوكرانيا

وصدرت فتوى مؤخراً من مفتي أوكرانيا "سعيد اسماعيلوف" ذات نفسه والذي تحدث عن عدم جواز قتال السوريين إلى جانب الروس الذين دمروا بلادهم وقتلوا أهلهم، ودعاهم للابتعاد عن هذه الفتنة، فيما دعا مسلمي العالم لنصرة أوكرانيا صاحبة الأرض والمعتدى عليها.

وفي نهاية المقال تحدث الكاتب عن ضرورة تحرك أكبر للمؤسسات الدينية والدعوية، في وضع تفسيرات وفتاوى عن هذا الموضوع الشائك.

أخبار متعلقة