جولة في موقع آثار حلبية وزلبية بريف ديرالزور.. تعرف على تاريخ الحصن الذي صمد لآلاف السنين
خاص - عين الفرات
تجولت عدسة مراسل شبكة "عين الفرات" في موقع حلبية وزلبية الأثري إحدى المدن الأثرية المسماة بمدن القلاع على وادي الفرات من محافظة ديرالزور، ومن تسمياتها باليونانية والرومانية "بيرثا"، وباللاتينية "زنوبية" نسبةً لزنوبيا ملكة تدمر التي قامت ببنائها وتحصينها.
وتقع المدينة الأثرية على بعد 58 كم في أراضي قرية التبني شرق طريق ديرالزور- حلب على شاطئ نهر الفرات الذي يقسم المنطقة إلى قسمين الأول هو مدينة حلبية أي مدينة زنوبيا على ضفة الفرات الغربية في الشمال والقسم الثاني توجد مدينة زلبية أو زلوبيا على ضفة الفرات.
وتشرف القلعة من فوق المرتفع على الأراضي المجاورة وعلى الجزيرة وللسور من جهة النهر بابان أو ثلاثة ولكل ضلع من الضلعين الآخرين من المثلث باب وعلى كل ضلع عدد من الأبراج المربعة المتشابهة ذات طوابق وأدراج ومداخل.
بنيت أسوار المدينة من الأحجار الجصية التي يكثر وجودها في منطقة الفرات، ويقطع المدينة شارع ذو أعمدة رخامية على الجانبين، يتجه من الجنوب إلى الشمال ويمر ببابي المدينة الجنوبي والشمالي، وللأعمدة تيجان مزخرفة من الرخام ما تزال أثارها قائمة إلى الآن في وسط المثلث آثار كنيسة وأطلال لعدد من الأبنية.
وتم الكشف عن أسوار ثانية وعن المحكمة ومدافن برجية، وحمام ومطابخ، وتم العثور على أواني خزفية ونقوش كتابية ومجموعة من الأقمشة، ورسوم جدارية.
وذُكرت حلبية أول مرة في أيام الملك الآشوري "آشور ناصر بعل الأول" في عام 1149- 1131 ق.م، وكانت حصناً للدول الآشورية ثم البابلية ثم الأرامية وللحضارات المتعاقبة في سورية، سيطرت عليها مملكة تدمر لفترة طويلة وكانت معبر التجارة التدمرية بين الشرق والغرب ومحطة وملجأ للتدمريين إبان الحروب التدمرية مع الإمبراطورية الرومانية عام 41 ق.م.