نساء التنظيم الخارجات من الهول.. بين الوعود الكاذبة والصدمة باستحالة الاندماج بالمجتمع
خاص-عين الفرات
دأبت الإدارة الذاتية المسيطرة على مناطق شمال شرق سوريا على رفض أي نوع من أنواع دمج نساء مقاتلي تنظيم الدولة الخارجات من مخيم الهول بالمجتمع المحلي وعدم السماح لهن بالانخراط بأي نوع من أنواع العمل المدني.
وقال مراسل شبكة "عين الفرات" إن الإدارة الذاتية أوعزت برفضها توظيف عشرات النساء اللواتي كن متزوجات من عناصر تنظيم الدولة وخرجن من مخيم الهول، وذلك بذريعة عدم نظافة سجلهن الأمني وخصوعهن للرقابة حتى اللحظة.
وتقول، د.ع(أرملة عنصر من التنظيم) ومن النساء الخارجات من مخيم الهول شرقي الحسكة:" عدت إلى منزل والدتي في الرقة وعندي 5 أولاد، ولا أحتمل أن يعيش أولادي بلا طعام، مما دفعني للعمل، لكن رغم محاولاتي الحثيثة عبر مكتب التشغيل أو البلدية ودار المرأة، لم أستطع العمل حتى في المحلات التجارية، وبالوقت ذاته لا أستلم دعماً كافياً يمكنني من إعالة أطفالي.. إذاً أريد العودة إلى مخيم الهول".
فيما تضيف، س. م (أم ضرار)، من أهالي شرق الرقة وخارجة من الهول:" كلما حاولنا العودة لحياتنا الطبيعية صدمنا بالواقع، فمن جهة حضرت دورات توعوية في الرقة والطبقة تحت عناوين دمج نساء التنظيم بالمجتمعات وإعادة حقوقهن المدنية لهن، ومن جهة أخرى صدمت بكمية الكذب عندما بدأت البحث عن عمل، فكلما حاولت البحث عن عمل يتم استدعائي واستدعاء والدي للدراسة الأمنية، وبسبب هذه الضغوط بدأت بتعلم الخياطة من المنزل لأعيل طفلي ضرار"
وبحسب مصدر من قوى الأمن العام بالإدارة الذاتية فإن الرقة وريفها تحتضن العشرات من نساء التنظيم اللواتي خرجن من الهول، إلى جانب أعداد غير معروفة من نساء التنظيم اللواتي لم يقعن بالأسر وتمكن من الاندماج مرة أخرى بالمجتمع دون معرفة أحد بهن.
ويعد ملف الأسرى من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم ملفاً عالقاً بالنسبة للمجتمع الدولي، وورقة ضغط بالنسبة للإدارة الذاتية التي تعمل على التلويح بإطلاق سراح المقاتلين عند كل تهديد تركي بعمل عسكري ضدها.