النظام السوري يفرض "موافقة أمنية" على الراغبين بالعودة لمنازلهم في مدينة دير الزور
خاص - عين الفرات
تعتبر مدينة دير الزور من المدن التي تضررت فيها المنازل والبنى التحتية بشكل كبير بسبب تعرضها لقصف كثيف وعنيف من قبل قوات النظام والميليشيات المساندة له خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة "داعش" أجزاء من المدينة.
وتعرضت المدينة لغارات الطائرات الحربية والمروحية والقصف الصاروخي والمدفعي من قبل قوات النظام المتمركزة في المدينة ضمن منطقة مدفعية الجبل ومطار دير الزور العسكري واللواء 137.
ما أدى لحدوث دمار شبه كامل لجميع أحياء المدينة مثل حي الرشيدية والعمال والعرضي وغيرها من الأحياء باستثناء تلك التي كانت تحت سيطرة قوات النظام السوري وهي حي الجورة وحي القصور.
وبعد انسحاب تنظيم الدولة "داعش" من المدينة فرضت قوات النظام سيطرتها عليها بشكل كامل، وأبقتها على وضعها المدمر دون إعادة تأهيلها، ما أجبر عدداً من العائلات على التوجه للسكن في أحياء الجورة والقصور واستأجرا منازل فيها بعد تعرض بيوتهم للدمار الجزئي أو الكلي.
اقرأ أيضاً: رغم جفاف قنوات الري.. النظام السوري يستمر بتهميش المزارعين في ريف دير الزور
لكن ارتفاع أسعار الإيجارات ضمن هذه الأحياء، في ظل أوضاع معيشية صعبة، جعل بعض العائلات مضطرة على العودة لبيوتها المتضررة على الرغم من كونها معرضة للسقوط في أي لحظة، بالإضافة لعدم توفر الخدمات الأساسية من ماء أو كهرباء أو شبكة للهواتف المتنقلة في الأحياء المدمرة.
وقال مصدر من الأهالي لشبكة "عين الفرات" إنَّ قوات النظام السوري فرضت على الراغبين بالعودة إلى منازلهم ضمن هذه الأحياء المدمرة الحصول على موافقة أمنية من أجل السماح لهم بذلك.
ويضطر الأهالي لدفع الرشاوي والاتصال ببعض المتنفذين عند النظام لأجل الحصول على الموافقات الأمنية، لكن أغلب العائلات لا تمتلك وساطات تسهل لها الحصول على الموافقة ما أجبرها على العودة إلى المنازل دون الحصول عليها.
اقرأ أيضاً: المخابرات الجوية تبتز أهالي البوكمال بحجة الدراسات الأمنية..إما الدفع أو إدراج معلومات تتسبب بالاعتقال
واستغل عناصر الأفرع الأمنية التابعة للنظام عودة هذه العوائل إلى منازلهم دون موافقات، وأجبروهم على دفع الإتاوات مقابل السماح لهم بالبقاء في بيوتهم المدمرة.
والجدير بالذكر أنَّ مناطق سيطرة النظام السوري تشهد حالة من الانهيار بالبنى التحتية نتيجةً للحرب التي شنها النظام وحلفائه على الشعب السوري، وإهمال أعمال إعادة التأهيل عقب السيطرة على المناطق.