العالم على موعد مع فيروس جديد قد تصل نسبة فتكه إلى 75%.. تعرّف إليه
حذّر علماء مختصون في مجال الصحة من خطر فيروس "نيباه"، مؤكدين أنه قد يسبب جائحة بنسبة فتك قد تصل إلى 75%، ما يعني أنه يمكن أن يقتل أعداداً أكبر بكثير من الناس مقارنة بفيروس كورونا.
ووفقاً لما نقلته صحيفة "صن أونلاين" البريطانية عن مجموعة خبراء، فإنَّ فيروس "نيباه"، الذي تمَّ رصده لأول مرة في ماليزيا عام 1999 وتحمله خفافيش الفاكهة، قد يؤدي إلى جائحة جديدة تضرب العالم وستكون "كبيرة حقاً"، على قولهم.
بدورها، حددت منظمة الصحة العالمية فيروس "نيباه" كواحد من 10 أمراض معدية من إجمالي 16 مرضًا قالت إنها تشكل خطراً على الصحة العامة، مع التشديد على أنه لا توجد حتى الآن أي مشروعات بحثية من قبل شركات الأدوية لإيجاد علاج من عدوى الفيروس.
وأظهرت الدراسات الخاصة بتفشي هذا الفيروس، الذي وصل من ماليزيا إلى سنغافورة وبنغلاديش والهند، أنَّ نسب فتكه تتراوح بين 45% إلى 75%.
وتمتد فترة حضانة المرض عادة ما بين 4 و14 يوماً، لكنها بلغت في بعض الحالات إلى 45 يوماً.
وتشمل أعراض الإصابة بالفيروس كلا من:
- الحمى
- الصداع
- الألم العضلي
- القيء
- التهاب الحلق
وقد يتبع ذلك (دوار ونعاس وتغير في الوعي وتشوش ذهني وعلامات عصبية تشير إلى التهاب الدماغ الحاد).
ومن الممكن أن يعاني بعض الأشخاص أيضاً من بعض أنواع الالتهاب الرئوي ومشاكل تنفسية حادة، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يصاب البعض بالتهاب الدماغ، وقد تتطور هذه الحالات إلى غيبوبة في غضون 24 إلى 48 ساعة.
كما من الممكن في الوقت ذاته أن يسير المرض دون أي أعراض على الإطلاق.
من جانبها، قالت مديرة قسم الكيمياء الحيوية الجزيئية والخلوية بجامعة كنتاكي، والرائدة عالميا في دراسة الفيروسات "ريبيكا داتش": إنه على الرغم من أنه لا توجد تفشيات معروفة للفيروس في العالم في الوقت الحالي، إلا أنها تحدث بشكل دوري "ومن المرجح جدا أن تتكرر مستقبلا."
كما أوضحت داتش أنَّ "نيباه يمثل أحد الفيروسات التي من الممكن بكل تأكيد أن تكون سبباً لجائحة جديدة"، مبيّنة أن هناك عدة عوامل متعلقة به تثير قلقا شديداً.
وبيّنت أن هذه القائمة تشمل إمكانية ظهور سلالة جديدة للفيروس تتميز بنسبة عالية للانتقال بين البشر، ومستوى الفتك الذي يتراوح بين 45% و75%، وفترة الحضانة الطويلة التي قد تبلغ 45 يوماً.
بالإضافة إلى احتمالية انتشاره عبر الأطعمة وإفرازات الإنسان أو الحيوان.
إلى جانب ذلك، حذّرت مديرة قسم أبحاث وتطوير اللقاحات في تحالف ابتكارات التأهب الوبائي "CEPI"، ميلاني سافيل، من ضرورة استعداد العالم لجائحة "كبيرة حقاً"، مضيفة: "من بالغ الأهمية ألا نقف متفرجين إزاء فيروس نيباه. نعرف أن حدوث جائحة جديدة في المستقبل أمر لا مفر منه".
من جانبه، قال نائب رئيس مؤسسة "EcoHealth Alliance" لشؤون العلم والعمل الإعلامي التنويري، جاناثان إبشتاين: "نحن نعرف قليلاً جداً عن التنوع الجيني للفيروسات المرتبطة بنيباه والتي تحملها الخفافيش، وما لا نريد حدوثه هو ظهور سلالة أكثر قابلية للانتقال بين البشر".
وتابع أبشتاين: "حاليا ينتشر نيباه عند اتصال وثيق مع شخص مصاب خاصة في حال إصابته بمرض تنفسي من خلال الرذاذ، ولا نرى عموما سلاسل انتقال كبيرة".
ومع ذلك، "في حال وجود إمكانية كافية للانتشار من الخفافيش إلى الناس وبين الناس قد تظهر سلالة تتكيف بشكل أفضل تزداد قدرتها على الانتشار بين البشر".
وأضاف: "هذا فيروس حيواني المنشأ يدق الباب، وعلينا أن نقوم بعمل حقيقي الآن لكي نفهم أين تظهر حالات الإصابة بين البشر، ومحاولة التقليل من إمكانية انتشاره لكي لا تكون له أي فرصة أبدا للتكيف بين البشر."