على "بسطته" المتواضعة.. قصة خمسيني رقاوي يبيع المسابيح منذ 21 عاماً
عين الفرات ـ الرقة
على أعتاب إحدى شوارع مدينة الرقة، يجلس العم أبو صالح، في شارع تل أبيض على كرسيه أمام بسطته الصغيرة، التي يعرض عليها مسابِيحه متعددة الأنواع من العقيق وناب الفيل واللؤلؤ والمرجان وغيرها.
العم أبو صالح البالغ من العمر 55عاماً، أحبَّ هذه المهنة ومارسها، لم يتعلمها ولم يرثها من أحد، يعمل بها منذ واحد وعشرين عاماً، تنقل خلالها من الرقة للطبقة وديرالزور، خاصة في الأسواق الشعبية "البازار"، ليبيع المسبحة إلى جانب تبديل خيوط المسابيح للزبائن.
ويبيع إلى جانب مسابحه المتنوّعة، خواتم الفضة أيضاً، وهي مزينة بالمرجان وكريستال، حيث تلمع في علب مستطيلة الشكل، بأنواعها وأصنافها حسب ما رصّع به من الأحجار.
وفي حديثه ل"عين الفرات" قال أبو صالح: أنا أب لعائلة مكونة من 6 أفراد ولدي شابين مصابين بإعاقة، أذهب يومياً بعربتي الصغيرة إلى السوق الرئيسية وأعرض بضاعتي على الناس، وهي خواتم مصنوعة من فص حجر الزمرد، وبعضها من حجر العقيق والآخر من المرجان".
ويشرح الخمسيني للزبائن أنواع المسابِيح ومنشأها وأسعارها، فيقول عن أول نوع يعرضه لزبون يبحث عن مسابِيح غريبة المنشأ إنها اليسر مطعّمة بالأحجار الكريمة والذهب".
فتلتمع وتتدلى كمشة المسابيح في يديه وهو يغوص في الشرح وسرد المعاني "هذه سبحة الكوك، حباتها مصنوعة من شجرة جوز الهند أو النارجيل، وتتميز بأنّها تحتفظ برائحة الطيب".
ويستطرد "أعمل طويلاً لأنال الجزء البسيط من مصروفي اليومي، لعلي أسد مصروف المنزل واشتري الحاجيات الضرورية من خبز وخضروات وغيروها، لكن الحياة ما زالت تضيق علينا بسبب الأوضاع والغلاء الفاحش بالمواد الغذائية وجميع السلع التجارية التي تزيد من عبئ الحياة على الفرد".
ويبقى أبو صالح طيلة النهار جالساً على الرصيف، وهو يعرض مسابيحه، ويشرح معادنها، ومنشأها، وأسعارها حتى تغيب شمس النهار.