جمع جذور السوس.. مصدر رزق للعديد من أهالي ريف الرقة
عين الفرات ـ الرقة
يعتبر البحث عن جذور "السوس" وجمعها، مصدر رزق للكثير من أهالي قرى الحمرات شرقي مدينة الرقة، لأنها تنبت في الأراضي القريبة من نهر الفرات.
وتكثر جذور السوس في الأراضي المجاورة لسرير نهر الفرات، لأن نسبة رطوبتها عالية وتربتها خصبة هشة، تساعد الجذور على التمدد داخل الأراضي.
وتعد هذه الجذور مصدر رزق للأهالي الذين يستقرون بجوار النهر، كقرى حمرا ناصر وغنام وجماسة ورقة السمرة، حيث يقوم سكان تلك القرى باستخراج الجذور من التربة، وبعد جمع كمية كبيرة من جذور السوس يقومون ببيعها على التجار.
يقول حسين الشويخ وهو تاجر من الرقة: "نشتري الكيلو من الأهالي بـ600 و700 ل.س، ثم نقوم بتجميعه وتكسيره لقطع صغيرة، ونخزنه لفترة طويلة، بعدها نتعامل مع أصحاب المعامل، ولا يوجد معمل خاص لعرق السوس إلا في محافظة حلب".
ويتابع، "كان أجدادنا يستعملون شجرة السوس المعمرة في العلاج للكثير من الأمراض عن طريق غليه، وشرب مائه الحلو، كما يستخدم في الصناعات الطبية والغذائية، وكان لشراب السوس حضور رئيسي لا يفارق المائدة الرمضانية".
ويضيف، اليوم أصبح الأقبال على استخراج السوس قليل في بعض المناطق، بسبب خوف الأهالي من وجود الألغام التي خلفتها الحرب وزرعتها في البراري خاصة تنظيم داعش الذي زرعها بكثرة، ناهيك عن الأوضاع والحالة الاقتصادية المتردية ما جبر الكثير يبتعدون عن جمع جذور السوس.
وتستعمل جذور السوس في صناعة شراب السوس، أو العرق سوس، وهو شراب طبيعي يزداد الطلب عليه في شهر رمضان مع الفطور كون طعمه لذيذ ويروي الظمأ، كما كان يستخدم في الطب البديل وطب الأعشاب، حيث يوصف للمرضى الذين يعانون من أمراض المعدة والأمعاء والكبد.
ويدخل السوس اليوم في صناعة بعض العقاقير الكيميائية، ومعجون الأسنان كما يضاف إلى عدة أنواع من الحلويات والمثلجات.
والسوس هو نبات أخضر اللون يبلغ طول شجرته من متر إلى متر ونصف، تمتد جذوره إلى ما يقارب العشرة أمتار داخل التربة، مما يساعد النبات على البقاء لعدة سنوات.