شبكة عين الفرات | ريف ديرالزور.. الزراعة في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" بين الواقع والتحديات

عاجل

ريف ديرالزور.. الزراعة في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" بين الواقع والتحديات

عين الفرات ـ ريف ديرالزور

تعدُ الزراعة العصب الرئيسي للاقتصاد المحلي لسكان مناطق ريف دير الزور، إذ تشكل قرابة 70% من الناتج المحلي للمنطقة، كما يعمل في قطاع الزراعة حوالي 60% من مجموع القوى العاملة.

وتحتل محاصيل القمح والقطن والخضراوات صدارة الأراضي المزروعة، ويأتي في مقدمة هذه المحاصيل القمح كونه يحمل أهمية غذائية واقتصادية هامة جداً ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى البلاد كلها، لأنه المكون الرئيسي لرغيف الخبز الذي أضحى الشغل الشاغل لسكان البلاد  في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تعصف بها.

الزراعة

وشهد قطاع الزراعة في مناطق سيطرة "قسد" تراجعاً مرعباً نتيجة الصراع الدائر وقلة الدعم من جميع الأطراف، وما يقدم لهذا القطاع لا يذكر، فلا بذار تصل للفلاح التي تسابق عليها التجار وبيعت في السوق السوداء، وأما الأسمدة فقد عرضت للبيع للفلاحين بالقطع الأجنبي بالدولار مما أثقل كاهل الفلاحين، كما لم تقدم مبيدات للفلاحين من أجل التعامل مع الاعشاب الضارة، وأما التحدي الأكبر والذي يواجه قطاع الزراعة في منطقة تعوم على بحر من النفط،  فهو الارتفاع الجنوني لأسعار المازوت ووصوله إلى مستويات قياسية،  فلا يمكن بحال من الأحوال أن يسقي الفلاح أرضه، إذ وصل ليتر المازوت إلى / 500/ لليتر الواحد مع انعدام دعم قسد لقطاع الزراعة وخاصة الموسم الشتوي بالرغم من سقاية الفلاحين لمحصولهم الشتوي مرتين، بالاعتماد على جيوبهم ومن السوق السوداء على الرغم من المناشدات والمطالبات من قبل الفلاحين لدعمهم بمادة المازوت ولكن دون جدوى.

الزراعة

ورافق هذا الارتفاع، ارتفاع آخر وهو ارتفاع حراثة الأرض، فقد تجاوز حراثة الدونم الواحد العشرة آلاف حسب تسعيرة أصحاب الجرارات ويعزون ذلك إلى ارتفاع سعر المازوت، وإذا بقيت الزراعة دون دعم وتدخل من الجهات المعنية، فإن هذا القطاع سوف يخرج عن دوره الهام في تأمين الغذاء وكونه رافد اقتصادي لسكن المنطقة.  

الزراعة

 

وعليه يتوجب التحرك سريعاً لإنقاذ الموسم الشتوي في ظل انحباس الأمطار وعجز الفلاحين عن شراء المازوت بهذه الأسعار الجنونية وحاجة المحصول للسقاية، لتأمين الأمن الغذائي للمنطقة وخاصة في ظل الحاجة الماسة لرغيف الخبز الذي أضحى الهاجس الأهم للمواطن في البلاد كلها وليس في مناطق سيطرة قسد، مما يتوجب تدخل التحالف الدولي والمنظمات الدولية التي دعمت مماطق أخرى وأهملت مناطق ريف ديرالزور التي تواجه خطر المجاعة.

 

 

أخبار متعلقة