شبكة عين الفرات | الكبتاغون على البسطات بالعاصمة دمشق.. والملاحقة للصغار بغية التغطية على التجار الكبار

عاجل

الكبتاغون على البسطات بالعاصمة دمشق.. والملاحقة للصغار بغية التغطية على التجار الكبار

وكالات

تشهد العاصمة السورية دمشق انتشاراً مخيفاً لظاهرة بيع وترويج المخدرات والحبوب والحشيش من المصنعة محلياً، والتي باتت دون رقيب أو رادع حتى أصبح من الطبيعي بيعها في الأكشاك وعلى البسطات وبالمدارس.

وقالت شبكة "صوت العاصمة" المختصة بأخبار دمشق وريفها إنَّ حبوب  "الكبتاغون" المخدرة باتت تباع على بسطات بيع المشروبات الساخنة "والتي تكون على دراجات أو بسيارات تقف بجانب الحدائق والأماكن العامة" بشكل علني، والبائع يسأل الزبون: "هل تريد كأس الشاي عادياً أم مع نصف هلال"، كناية عن حبة المخدر التي تحمل شعار هلالين.

ولفتت الشبكة إلى أنَّ هؤلاء التجار تربطهم بسائقي سيارات الأجرة "التكاسي" علاقة وطيدة، كما تربطهم مع أصحاب الأكشاك العلاقة ذاتها، والذين يكونون هم أنفسهم تجاراً لهذه المواد.

وأكملت الشبكة بأنَّ دوريات فرع مكافحة المخدرات بدمشق تغيب بالمجمل عن القضاء على هذه الظاهرة، ولكنها داهمت أحد الأكشاك بمنطقة المزة، وآخر بشارع بغداد، لتضبط كميات من الحبوب.

ونقلت الشبكة عن مالك أحد الأكشاك بمنطقة الشعلان (لا يتعرض للمداهمات كون شقيقه ضابط بفرع الأربعين المخابراتي) قوله "ما بتوفي معنا، نحن لا نجبر أحداً على شرائها، وإيجار الكشك يتجاوز الـ500 ألف ليرة شهرياً، مما يعني أنه لا يمكننا الاستمرار بحال لم نلجأ لبيع الحبوب".

فيما أشار أحد المحامين المختصين بمكافحة المخدرات بالقضاء السوري للشبكة إلى أنَّ وزارة الداخلية بالنظام السوري تنفذ حملات دورية لضبط مروجي المخدرات الصغار للتغطية على أعمال كبار التجار وإصدار البيانات الدورية التي تبين أنَّ الداخلية تعمل بجد للقضاء على هذه الآفة.

مضيفاً:" هنا في دمشق، يتواجد تجار يعملون على بيع عشرات الآلاف من الحبوب شهرياً، ويعمل معهم شبكات تضم عشرات الموردين والمروجين، ومئات البائعين".

موضحاً بأنّ الحبوب تصل لسوريا من الأراضي اللبنانية عبر ميليشيا حزب الله من جهة، ومن الأراضي العراقية عبر الميليشيات الإيرانية المسيطرة على قسم جيد من الشريط الحدودي من جهة أخرى، والنظام السوري يعمل كمروج لهذه الحبوب عبر أجهزته الأمنية.

وتحدثت الشبكة عن شخصية "جعفر شيخ الجبل" وهو أحد تجار الحبوب من قاطني منطقة المزة 86 التي تعتبر خزاناً بشرياً لقوات النظام السوري نظراً لتواجد أبناء الطائفة العلوية فيها.

حيث يبيع شيخ الجبل الحبوب المخدرة لتجار صغار السن بشكل علني في مناطق نفوذه من أحياء المالكي وأبو رمانة والشعلان وصولاً لمشروع دمر، حيث يبلغ سعر الحبة الواحدة ما بين الألفين والثلاث آلاف ليرة سورية، على أن لا يتم تسليم المروِّج سوى 200 حبة، ليتمكن شيخ الجبل من الحفاظ على تجارة الحبوب بشكل مفرق.

ويرتبط شيخ الجبل بشبكة لترويج الحبوب المخدرة  في العاصمة، ضمن صفوفها التاجر، حسن الزمراني، الذي يتخذ من حي الشاغور معقلاً له، و، مهدي، الذي يعمل بترويج الحبوب في منطقة مشروع دمر، وغيرهم من المسيطرين على هذه التجارة بأحياء دمشق.

وسبب قوة شيخ الجبل هو عمل شقيقه كقيادي بميليشيا الدفاع الوطني، وابن عمه كمتطوع بصفوف الأمن العسكري، وانحداره من الطائفة العلوية (طائفة رأس النظام السوري) وهو ما يمكنه من التعامل مع تجار الحبوب التابعين لميليشيا حزب الله بدمشق.

ونوَّهت الشبكة إلى وجود معامل لصناعة الحبوب محلياً بالعاصمة، بالاعتماد على آلات صنع الشوكولا والآيس كريم بعد تعديلها محلياً، وصنع الحبوب عن طريق خليط من المواد والحبوب مثل "الباراسيتامول، الأسبرين، الأمفيتامين، وحبوب الفياغرا ببعض الأحيان".

حيث تنتج هذه الآلات نحو 90 ألف حبة يومياً، بمعدل من 500 ألى 700 حبة بالدقيقة الواحدة، وتتراوح جودة الإنتاج ما بين الممتاز والجيد والمضروب بحسب الطلب.

كما تنتشر حبوب الكبتاغون بمدارس دمشق تحت عدة أسماء مثل "التفاحة الصفراء، نصف هلال، جالكسي بالبندق" وهي أسماء يطلقها المروجون على الحبوب أثناء الاتفاق مع الزبائن على طريقة البيع عبر تطبيق "واتس آب".

حيث كشف أحد المعلمين بالعاصمة للشبكة عن تغير سلوك الطلاب، وتحولهم للعدوانية المفرطة، والتصرف بشكل غير مقبول مجتمعياً، وهو ما يتسبب بعدم قدرة الكوادر التعليمية على ضبط الطلاب المتعاطين، خاصةً وأنَّ غالبية الطلاب المتعاطين لديهم إما أقارب أو أصدقاء يدعمونه بتعاطيه.

والجدير بالذكر أنَّ الكثير من الدول تعلن بشكل متكرر عن ضبط شحنات من الحبوب المخدرة والحشيش قادمة من سوريا سواء عبر الحدود البرية أو من مرفاْ اللاذقية البحري.

 

 

أخبار متعلقة