شبكة عين الفرات

خاص- عين الفرات

يلجأ أهالي مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية للاعتماد على بناء شبكات الصرف الصحي الخاصة بهم نتيجة إهمال النظام السوري للبنى التحتية والخدمات، وهو ما جعل المدينة تقبع فوق بحيرة من المياه الملوثة.

وقال مراسل شبكة "عين الفرات" في المدينة إنَّ شبكة الصرف الصحي منهارة منذ سنوات نتيجة القصف الهمجي الذي كان ينفذه النظام السوري عليها فترة سيطرة المعارضة السورية (الجيش الحر) والفترة التي سيطر بها تنظيم الدولة "داعش" عليها.

وأكمل مراسلنا بأنَّ الأهالي باتوا يعتمدون على أنفسهم بما يخص الصرف الصحي، فالبعض حفر سواقي للمياه الملوثة، وآخرين لجأوا لحفر الحفر الفنية (حفرة مهمتها تجميع مياه الصرف الصحي إلى حين شفطها عن طريق صهاريج النضح) كما في أحياء الجورة وهرابش.

وتابع مراسلنا بأنَّ الحفر الفنية يتم حفرها بشكل غير مدروس، ولا يتم تسليحها بالإسمنت، وهو ما يجعل المياه الملوثة تذهب داخل الأتربة وتتجه نحو أساسات الأبنية، لتشكل تهديداً حقيقياً لسلامة المباني واستمرارية بقاءها، خاصةً وأنَّ الأهالي لا يملكون القدرة لتحمل تكاليف شفط المياه من الحفر عن طريق الصهاريج.

فيما يعمد آخرون ببقية أحياء المدينة لحفر سواقي تصريف لمياه الصرف الصحي، ليجعلوا المياه تسير بعيداً عن المنزل إلى حين تجمعها في برك داخل الأحياء، أو امتصاصها عبر التراب.

وتتسبب هذه الطرق بمعالجة مياه الصرف الصحي بكوارث صحية بالمدينة ما بين الروائح الكريهة التي تؤثر على الأهالي وتعطل حاسة الشم لديهم أو تتسبب بالتهاب الجيوب الأنفية والصداع، وانتشار الحشرات والأوبئة مثل اللشمانيا، إلى جانب تكرار حوادث سقوط الأطفال بالسواقي والحفر.

والجدير بالذكر أنَّ الأهالي ناشدوا بشكل مستمر مؤسسات النظام السوري في المدينة مثل بلدية دير الزور والمحافظ لإصلاح شبكات الصرف الصحي، ولكن الرد كان دائماً بأنه لا يوجد ميزانية كافية لإعادة تأهيل الشبكة.