خاص|| انهيار القطاع الطبي في البوكمال يكبد الأهالي عناء وتكاليف السفر خارجها للعلاج.. والتفاصيل
خاص - عين الفرات
تعاني مدينة البوكمال الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري بريف دير الزور الشرقي من انهيار القطاع الصحي وعجزه عن تلبية احتياجات المرضى من الأهالي.
وقال مراسل شبكة "عين الفرات" إنَّ البوكمال لا يوجد فيها سوى 3 مستوصفات تقدم العلاجات البسيطة فقط للمواطنين، ويشرف عليها طبيب واحد وممرض أو ممرضين اثنين.
وأكمل مراسلنا بأنَّ هذه المستوصفات قائمة على نفقة منظمة "اليونيسف" الدولية، ولا تقدم وزارة الصحة بالنظام السوري أي دعم لها سواء من ناحية الرواتب أو الدعم اللوجستي.
وتقدم هذه المستوصفات الخدمات الإسعافية الأولية، وبعض الأدوية البسيطة، وإذا كان المريض بحاجة إلى عمل جراحي فيجب نقله إلى مركز المحافظة بمدينة دير الزور.
وتضم البوكمال عدداً من العيادات الخاصة وبعض القابلات المختصات بالولادة الطبيعية، إضافة إلى مستشفى الشفاء الإيراني، وهو مستشفى الهناء الخاص سابقاً، والذي استولى عليه الحرس الثوري الإيراني وغير اسمه، ليقدم عبره بعض الخدمات الطبية البسيطة.
ومستشفى عائشة الخيري، والذي بات خارج الخدمة نتيجة سيطرة الميليشيات الإيرانية عليه كونه يقع ضمن مربع الجمعيات الأمني، لتحوله إلى مستودع أسلحة تحته سرداب لتخزين الصواريخ، والمستشفى الوطني المدمر منذ فترة سيطرة المعارضة على المدينة، نتيجة قصفه من قبل الطيران الحربي التابع للنظام السوري.
ونتيجة ضعف القطاع الطبي بالمدينة وقلة المختصين، يضطر الأهالي للسفر إلى خارج البوكمال للخضوع للعمليات الجراحية وغسيل الكلى وإسعاف الحالات الحرجة أوالعناية بالأطفال الحديثي الولادة كون حاضنات الأطفال غير متوفرة بالمدينة.
حيث يترتب على ذوي المرضى تحمل تكاليف باهظة ما بين أجرة المستشفيات الخاصة سواءً بدير الزور المدينة أو العاصمة دمشق، والتي تتراوح أجور إجراء العمليات فيها ما بين الـ100 ألف ليرة سورية، وصولاً إلى مليون ليرة سورية، بحسب طبيعة العملية.
كما يضطر الأهالي لدفع تكاليف النقل البالغة ما بين 12 إلى 15 ألف ليرة سورية على كل راكب في حافلات النقل العام (السرفيس)، وما بين 100 إلى 120 ألف ليرة سورية بالسيارات الخاصة "التكسي"، عدا عن الوقت الذي يستغرقه السفر نحو مدينة دير الزور، والبالغ نحو 5 ساعات، نتيجة كثرة حواجز قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية بالمنطقة.
وسجلت البوكمال حالات وفيات عديدة نتيجة تدهور القطاع الطبي، والتي كان آخرها وفاة طفلة، قبل عدة أيام، بعد ولادتها بساعات عند أحد قابلات المدينة، حيث احتاجت الطفلة إلى حاضنة وجرى نقلها لمدينة دير الزور، لتفارق الحياة على الطريق.